Site icon IMLebanon

تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تساعد في مكافحة كورونا

كتب شادي عواد في صحيفة “الجمهورية”:

تعتبر الطباعة ثلاثية الأبعاد وسيلة إنتاج متطورة تقوم على تحويل نموذج رقمي إلى منتج مادي بسرعة كبيرة جداً، من دون الحاجة لصناعة نماذج أولية ومن ثم تعديلها، ما قد يأخذ وقتاً طويلاً.

تعمل تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على مبدأ يقضي بمراكمة طبقات متتالية من المواد الواحدة فوق الأخرى، ومن ثم معالجة هذه المواد للوصول إلى المنتج النهائي. ويحتاج مستخدم هذه التقنية إلى آلة طابعة ثلاثية الأبعاد، ومادة سواء كانت ليفية أو مسحوقاً أو غير ذلك، وملف رقمي وبرنامج معلوماتي لوضع نموذج للمنتج، وكمبيوتر. لكنّ كلفة آلات الطباعة ثلاثية الأبعاد لا تزال باهظة، وهو ما يثني الكثير من الشركات عن امتلاكها.

تخفيض مهلة الإنتاج

في زمن تفشي فيروس كورونا، أقبلت قطاعات كثيرة على هذا النموذج الإنتاجي، لأنها تمكن من تخفيض مهلة الإنتاج وإزالة التكاليف المرتبطة بالإمداد والنقل، والحَد من تبعيّتها لسلاسل التوريد. وعلى رغم أنّ نوعيتها لا تزال أدنى من مستوى الإنتاج الصناعي التقليدي، فقد سلّطت الأزمة الصحية العالمية الضوء على قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد، إذ أوجَد الوباء العالمي الراهن الضرورة الملحّة لإنتاج أقنعة ودروع واقية للطواقم الطبية وللأفراد على حد سواء. في هذا السياق طلبت العديد من الحكومات حول العالم من الشركات المتخصصة في الطباعة ثلاثية الأبعاد، المساعدة على إنتاج وتعديل أقنعة لسَد النقص في أجهزة التنفس الضرورية لمعالجة المصابين بفيروس كورونا، ولطباعة أنابيب تستخدم في فحوص كشف الإصابة بهذا الفيروس. وكلّ ذلك جعلَ من تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد تتناسب تماماً مع الأوضاع الطارئة لأنها تتمتع بمرونة كبيرة خلافاً للإنتاج الصناعي التقليدي الذي يتطلب آلات محددة تُصنع في معامل محددة. وبما أنّ كل ما يحتاج إليه مستخدمي الطباعة ثلاثية الأبعاد هو ملف معلوماتي، فهذا يجعل من نقل الآلة الطابعة من طباعة أقنعة، إلى طباعة عيدان لفحص المصابين بكورونا بطريقة سهلة جداً، وبمجرد تبديل الملف المعلوماتي. وهذا غير ممكن في مصنع تقليدي حيث يتحتّم عليكم إعادة تأهيله وتجهيزه بالمعدات المناسبة. والجدير ذكره أنّ الشركات المصنعة للسيارات تمتلك بمعظمها طابعات صناعية ثلاثية الأبعاد في مصانعها، كانت تستخدمها لصناعة النماذج الأولية من قطع السيارات. لذلك طلبت العديد من الدول الكبرى من شركات السيارات تحديداً، إنتاج أجهزة تنفس اصطناعية لسد نقص هذه الأجهزة في المستشفيات.