Site icon IMLebanon

كوثراني هدف اصطياد أميركي.. و”الحزب” يبحث عن طريقة لتهريبه

كشفت مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة أعلنت عن مكافأة مالية ضخمة لمن يدلي بمعلومات عن ممثل حزب الله اللبناني في العراق محمد كوثراني، بعدما تحققت من وجوده في بغداد حاليا، لمتابعة تكليف مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

وكشفت عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، عن إمكانية تعاون الكثير من العراقيين مع الولايات المتحدة، ضد النفوذ الإيراني المقيت في بلادهم، ما يرجح تحول كوثراني إلى هدف ثمين لجامعي المعلومات وصيادي المكافآت.

وتقول المصادر إن واشنطن اختارت التوقيت المناسب لاتخاذ قرار تحديد مكافأة كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن كوثراني، كي تمنع الأخير من مواصلة التدخل في مفاوضات تشكيل حكومة الكاظمي، التي يحاول المعمم اللبناني الإمساك بجميع خيوطها.

وتكشف المصادر أن كوثراني يقيم حاليا في منزل بالمنطقة الخضراء وسط بغداد، بعدما فرض حرسه الشخصي قيودا كبيرة على حركته إثر الإعلان الأميركي، مؤكدة أن أطرافا عراقية عدة تبحث عن سبيل مناسب لنقل كوثراني إلى بيروت أو دمشق.

ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة تحيد الشخص الثاني على مستوى التأثير الإيراني في الملف العراقي، بعدما قتلت الشخص الأول، قاسم سليماني، مطلع العام الجاري.

ويمكن أن يستغل الكاظمي ضعف تأثير طهران على الملف السياسي العراقي، ليشكل حكومة ربما تنأى بنفسها عن الهيمنة الإيرانية على المشهد العراقي.

ولم تتوفر أي معلومات حتى الساعة عن خليفة كوثراني على رأس الملف العراقي، وسط ترجيحات بأن يباشر قائد فيلق القدس الإيراني العميد إسماعيل قآني الأمر بنفسه.

واعتبرت مصادر سياسية عربيّة أنّ وضع الإدارة الأميركية جائزة مالية لمن يدلي بمعلومات عن كوثراني يشير إلى أنّ واشنطن باتت تربط بشكل عضوي بين حزب الله في لبنان وكتائب حزب الله في العراق.

وتولّى كوثراني، وهو من بلدة كوثرية السيّاد في جنوب لبنان، ملفّ العراق لدى حزب الله اللبناني بالتنسيق مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي اغتاله الأميركيون مطلع هذه السنة بُعيد مغادرته مطار بغداد.

وكان لافتا ما تردّد في البداية مِنْ أنّ كوثراني كان برفقة سليماني لحظة اغتياله نظرا إلى أنّه من أقرب مساعديه، لكنّه تبيّن لاحقا أن من قُتل مع قائد فيلق القدس في الحرس الإيراني كان أبومهدي المهندس نائب قائد الحشد الشعبي في العراق الذي كان أيضا من بين مساعدي سليماني.

وأوضحت المصادر السياسية العربية أنّ التركيز الأميركي على كوثراني مجدّدا يعكس وجود سياسة جديدة لدى واشنطن.

وقالت إنّ هذه السياسة تقوم على الربط بين مختلف الأذرع الإيرانية في المنطقة من خلال ولادة قناعة بأنّ حزب الله في لبنان وكتائب حزب الله في العراق هما جسم واحد في خدمة الحرس الثوري في إيران.

وربطت المصادر ذاتها بين الاستهداف الأميركي لكوثراني ومحاولة مصطفى الكاظمي تشكيل حكومة عراقية جديدة في ضوء اعتذار عدنان الزرفي عن عدم قدرته على تشكيل مثل هذه الحكومة بسبب ضغوط مارستها عليه فصائل وأحزاب عراقية موالية لإيران.

وذكرت أن الهدف الأميركي توجيه رسالة إلى كل السياسيين العراقيين، بما في ذلك التشديد على أنّ هذه السياسة الهجومية لم تتوقفْ ولن تتوقفَ بمجرد الانتهاء من قاسم سليماني.

وقالت إن فحوى الرسالة أنّ الوضع العراقي تحت المراقبة الأميركية وأنّ إيران ليست اللاعب الوحيد في العراق. وأضافت أنّ واشنطن تريد التأكيد أيضا على أنهّا ما زالت تعتمد سياسة تركّز بشكل خاص على التخلّص من الرموز الإيرانية في العراق أو تحييدها.

ومن بين هذه الرموز محمّد كوثراني الذي يتمتّع بنفوذ قوي في بغداد على الرغم من أنّه مواطن لبناني وممثل لحزب لبناني في العراق.

وأفادت بأنّ هناك وعيا أميركيا بما يمثّله التعاون بين حزب الله في لبنان وكتائب حزب الله في العراق وبضرورة الحدّ من النفوذ الإيراني في العراق، ما يسمح للكاظمي بتشكيل حكومة تأخذ في الاعتبار مصالح العراق قبل مصالح إيران في العراق.