Site icon IMLebanon

“الإندبندنت” تكتب عن لبنان: الإغلاق التامّ خطّ الدفاع ضدّ كورونا!

اعتبرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن الإغلاق التام في لبنان للحدّ من تفشّي فيروس كورونا بات خط دفاعه الأخير ضد تسونامي من حالات الإصابة بفيروس كورونا الذي لا يمكن السيطرة عليه حتى الآن.

وتفيد مراسلة الصحيفة بيل ترو أنها عندما عرضت على مسعفين في لبنان لقطات لأشخاص في لندن يخرقون لوائح الوقاية من الوباء بالتنزه في الحدائق نهاية الأسبوع الماضي، شعروا بالرعب والارتباك.

ولتوضيح الأمر أكثر تقول المراسلة: “لا يسمح لأحد تحت الحظر في لبنان بالذهاب إلى محال السوبر ماركت للحصول على الإمدادات الأساسية، وفي العديد من الأماكن يتم قياس درجة حرارة الشخص مرتين للسماح له بالمرور”.

جميع الحدود البرية والبحرية والجوية في هذا البلد مغلقة، وهناك حظر تجول ليلي، حيث تم تطبيق إجراءات صارمة انعكست على الاقتصاد المنهك بالفعل، وتضع المزيد من الناس تحت خط الفقر.

وتنقل مراسلة “الاندبندنت” عن الأطباء والممرضات ومسؤولي الصحة وحتى وزير الصحة نفسه أن “الإغلاق هو خط الدفاع الرئيس – إن لم يكن الوحيد – الذي تمتلكه البلاد ضد تفش كارثي محتمل للفيروس”. لهذا كانت مقاطع الفيديو لبريطانيين ينتهكون قاعدة البقاء في البيت مرعبة لهم، وتقول المراسلة: “أخبرني الأطباء أن انتقال العدوى يمكن أن يحدث بسهولة حتى إذا كان الناس يجلسون على مسافة 6 أقدام فقط، وهذا في رأيهم ما قد يفسر ارتفاع عدد الوفيات في المملكة المتحدة حين كان رئيس الوزراء في تلك المرحلة يتلقى العلاج في العناية الفائقة”.

لبنان، الذي دمرته أزمة مالية لم يسبق لها مثيل تقريبا، لا يستطيع أن يرتكب خطأ لأنه لا يملك أي قدرة على مواجهة الوباء، لا يمكنه بناء مستشفيات ولا استيراد الآلاف من أجهزة التنفس.

وأبلغ وزير الصحة حمد حسن مراسلة “الاندبندنت” أن لدى بلاده 1250 جهاز تنفس صناعيا لجميع الأمراض و700 سرير فقط في وحدات العناية الفائقة لمرضى الوباء”.

وبينما يحاول اللبنانيون تصنيع أجهزة التنفس الصناعي الخاصة بهم، فإنهم لا يملكون الأموال التي تمكنهم من زيادة الاستجابة على نطاق واسع، وهذا هو السبب في أن الحجر الصحي في المنزل هو الطريقة الوحيدة لمنع أكبرعدد ممكن من الوفيات.

في زيارة لمستشفى رفيق الحريري الجامعي، المستشفى الرئيس لمعالجة الاصابات بالفيروس هذا الأسبوع أخبر مدير المستشفى، الذي كان يجلس أمام مجموعات من معدات الوقاية الشخصية تبرعت بها الأمم المتحدة أنهم كانوا يعتمدون على مثل هذه التبرعات.

حتى الحكومة اللبنانية التي يقول خبراء الاقتصاد أنها على وشك الانهيار مدينة بملايين الدولارات للعام الماضي لم تدفع منها شيئًا عام 2020.

وتضيف مراسلة “الاندبندنت”: “أرسل لي اللاجئون السوريون والفلسطينيون مقاطع فيديو تعرض مشاهد من حظر التجوال الصارم، الذي أصبح أكثر إحكامًا في المخيمات، كانوا يقومون بالفعل بتقنين الطعام، كان الجيران المدخرون يساعدون من لا يفعلون ذلك”.

وقالت وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة إنها أنشأت خطًا ساخنًا للاجئين لطلب المساعدة في مواجهة فيروس كورونا، وتعهدت بدفع تكاليف العلاج، لكن الأونروا تواجه أسوأ أزمة تمويل في تاريخها.

وتخلص مراسلة “الاندبندنت” في نهاية تقريرها إلى أن “لا أحد يعرف التأثير الحقيقي لذلك على الاقتصاد المتعثر في خضم أزمة حادة”.