IMLebanon

“تعبئة خاصة” في عكار… والغلاء يؤدّي إلى مواجهات بطرابلس

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

خَفَتَ وهجُ التعبئة العامة شمالًا، وفتح المواطنون محلاتهم بالتدرّج، اقلّه إلى الخامسة عصراً لحظة حضور القوى الأمنية لطلب الإقفال.

بدت “التعبئة العامة” في الأيام الماضية “خاصة”. فمن شاء الإلتزام يلتزم، أما الأكثرية فغير معنية في ظل عدم تشدّد القوى الأمنية بفرض التعبئة. الحركة بين عكار والمنية وفي الشوارع والأحياء لا توحي بالتزام نسبة كبيرة الحَجر المنزلي. المدارس والمعاهد والجامعات والدوائر الحكومية مقفلة لكنّ حركة المارة والسيارات لا توحي أبدًا بأن قرار التعبئة العامة يؤخذ على محمل الجد، فعاودت المقاهي استقبال روّادها وكأنّ لا “كورونا” ولا من يحزنون. والدعوات الى القوى الأمنية مستمرة لعدم التراخي في تطبيق القانون وفرض الإقفال التام بعدما أدى هذا التراخي إلى خرقٍ واسع لقرار التعبئة العامة وبدت عكار وكأنّ الحياة عادت فيها إلى طبيعتها.

في هذا الصدد دعا محافظ عكار المحامي عماد اللبكي المواطنين إلى “التزام التعبئة العامة وعدم الإستهانة بالموضوع”، وقال:”نحن في بداية المشوار والإصابات تزداد في عكار كما نرى. لذلك فإن الإلتزام بالحَجر المنزلي ضروري جدًا لتخطّي الأزمة”. وأشار إلى “أننا نتابع أي حالة مشتبه فيها، بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني وطبابة القضاء والقوى الأمنية والبلدية المعنية. ونتابع المحجورين أو المصابين حتى تمر فترة الحَجر المطلوبة”. من الواضح أن عدم تنفيذ وعود الحكومة الكثيرة بدفع مبالغ مالية للمحجورين في منازلهم وتقديم مساعدات غذائية، كان السبب الأساس الذي دفع الناس للخروج إلى العمل بالحدّ الأدنى على الرغم من أن عداد الإصابات في عكار يزداد وسجّل حتى الأمس 26 إصابة.

في هذه الأثناء تزداد نسب الفقر في المناطق، وهناك عائلات لا طعام لديها أو حليب للأطفال ولا مال لشراء ما تحتاجه. وتفيد المعلومات أن الجيش اللبناني سيبدأ يوم السبت تنفيذ المرحلة الأولى من توزيع المساعدات على سائقي سيارات الأجرة وأهالي الأولاد في المدارس الرسمية. وكان مخاتير الشمال تسلموا التطبيق الجديد الخاص من وزارة الشؤون الاجتماعية عبر وزارة الداخلية والبلديات وبدأوا العمل عليه لتحديد العائلات المحتاجة للمساعدة بعدما أوقف الجيش عملية التوزيع التي كانت مقررة يوم الثلاثاء الماضي.

وسُجّل انتشار للجيش في طرابلس امس في محلة (جسر أبو علي)، وأزالت عناصره البسطات في محيط النهر والتي يشغلها عمال أجانب غير ملتزمين بقرار التعبئة العامة. أما في الميناء فنفذ عدد من الأهالي وقفة احتجاجية أمام مستديرة الساعة إحتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية وطالبوا المعنيين بإيجاد حلول لإنقاذهم من الإنهيار نتيجة ارتفاع سعر الدولار وعدم السماح للمواطنين بالعمل تنفيذاً لقرار التعبئة.

ومساء، تجمّع العشرات في ساحة النور رفضاً للغلاء والأوضاع المعيشية. وحمل المتظاهرون أرغفة الخبز كدلالة على أن الشعب قد جاع كما رددوا هتافات تؤكد أنّ الناس “سيموتون من الجوع وليس بسبب كورونا”. وحضر عناصر الجيش وطالبوا بإزالة الإعتصام وعندما لم تحصل استجابة، عمل الجيش على فض الإعتصام بعد أن قام بعض المشاركين فيه برشق عناصره بالحجارة. ورد عناصر الجيش بالقنابل المسيلة للدموع حيث قام بعض الشبّان بإحراق الإطارات في محيط شارع الحرية، مرددين “الثورة راجعة”.