رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “أننا في لحظة حاسمة لمعرفة إن كان الاتحاد الأوروبي مشروعًا سياسيًا أم مشروع سوق فقط”، وقال: “شخصيًا، أعتقد أنه مشروع سياسي”.
وأضاف ماكرون، في ما يبدو استهدافًا لألمانيا وهولندا اللتين أظهرتا ترددًا حول تشارك دين دول التكتل: “إن كان مشروعًا سياسيًا، العامل الإنساني هو الأولوية وتوجد مفاهيم تضامن تدخل في الحسبان. الاقتصاد يأتي بعد ذلك”.
واعتبر، عبر صحيفة “فاينانشل تايمز”، أن عدم التضامن يصبّ في مصلحة وصول الشعبويين إلى السلطة، معتبرًا أن “هذا واضح، لأنهم يقولون: ما هذه المغامرة (الأوروبية) التي تقترحونها؟ هؤلاء لا يحمونك عندما تمر في أزمة، ولن يحموك غدًا، لا يتضامنون معك على الإطلاق”.
وتابع: “عندما يصل مهاجرون إلى بلدك، يقترحون عليك أن تبقيهم لديك. عندما تصل جائحة إلى بلدك، يقترحون عليك إدارتها. إنهم يدعمون أوروبا عندما يتعلق الأمر بتصدير منتجاتهم إلى (بلدك)، إنهم مع أوروبا عندما يتعلق الأمر باليد العاملة المنخفضة التكلفة في بلدك وإنتاج معدات السيارات التي توقفوا عن تصنيعها في بلدهم، لكن ليسوا مع أوروبا عندما يجب التشارك”.
وكرر ماكرون اعتبار أن التخلي عن الحريات لمكافحة فيروس “كورونا” المستجد يمثّل تهديدًا للديمقراطيات الغربية، قائلًا في هذا الصدد: “لا يعني وجود أزمة صحيّة أن علينا التخلي عن هويتنا الحقيقية”، وتبدو هذه إشارة إلى رئيس الحكومة المجري فيكتور أوربان الذي منح نفسه صلاحيات واسعة في بلده بحجة مكافحة “كوفيد-19”.