كتب رمال الجوني في صحيفة “نداء الوطن”:
لا تزال النبطية ومنطقتها تحت مظلة التعبئة، وإن كانت تشهد خروقات بين حين وآخر، بحجة “تأمين متطلبات اليوم”. تحافظ القوى الأمنية على وتيرة التشدّد بالمفرد والمجوز، غير أن الرقابة تغيب عند محال الخضار والمتاجر الغذائية، فالإزدحام والتقارب جلي، ومع ذلك يحافظ الناس على الحجر المنزلي على مضض.
وحدهم أصحاب المحال الصناعية خرقوا التعبئة، إعتصموا في المدينة الصناعية، طالبوا بإعادة النظر بوضعهم والسماح لهم بإعادة فتح محالهم ولو لأربعة ساعات يومية لمواجهة الأزمة المعيشية الخانقة والغلاء الفاحش، عشية شهر رمضان المبارك، ولكن هل تلقى نداءاتهم صدى؟
ككرة الثلج تتدحرج أزمات الناس، كل يوم أزمة جديدة، أزمة الخبز تصدّرت الواجهة مثلها مثل صرخات “الجوع” التي بدأت تخرج للعلن، من يعمل “باليومية” لم يعد بمقدوره الصمود، ولا حتى أصحاب المحال المقفلة، أو الصناعيين منهم، الكل فقد صبره، بات يطالب بعودته لعمله، فالكل يعيش كفاف يومه، بالكاد يكفيه لسدّ رمقه.
لم يصمد صناعيو المدينة الصناعية في النبطية أكثر، طفح كيلهم من إنتظار بعض فتاتِ مساعدات الدولة، ولم تأت، هم الذين أقفلوا محالهم ، تفاديًا لخطرِ كورونا، بعدما أغدقَ المعنيون وعودهم لمساعدتهم.وعود سرعان ما تبين أنها مُجرد أوهام، لا أساس لها ميدانياً، ما دفع بهم للخروج عن صمتهم، ومطالبة الدولة إما بدعمهم مادياً للتعويض عن خسائرهم، او تنظيم ساعات العمل بما يتناسب مع إجراءات التعبئة.
أمام محالهم المقفلة في المدينة الصناعية في النبطية وقف أصحابها، وصرخوا بوجه الظلم اللاحق بهم، كل حمل محضر ضبط سُطّر بحقه، لمجرد أن مارس عمله ولو لساعة، وصرخ:”بيكفي بدنا نعيش، معش معنا مصاري”.
إنتظر اصحاب المحال طويلاً مساعدات الدولة والمعنيين، فخرجوا الى الشارع رافعين صوتهم على أبواب شهر رمضان، مؤكدين إلتزامهم بمعايير الوقاية، وعدم السماح بالتجمعات، سيما أن مصالحهم ضرورية.
وقف “البنشرجي” بمحاذاة “الميكانيكي”، وعلى مقربة منهم الحداد والدهان والكهربجي وغيرها من المصالح. يسأل أحمد: “ماذا لو تعطلت سيارة أحدهم، كيف يصلحها، مصالحنا أساسية، لن نسمح بالتجمعات، ليتهم يرون التجمعات الكبيرة أمام السوبرماركات أو محال الخضار، اليست هذه الخطر بعينه”؟
بأعلى صوته يصرخ الحداد حسين جواد:” لسنا ضد التعبئة، لكن من يطعم أطفالنا ويدفع لنا ايجارات المحال والمنازل، هناك مسؤولية مترتبة علينا، من يتحملها، نعتاش ثلاث عائلات من المحال ولدي عمال، وحالي حال الجميع، كيف سنعيش إن إستمر الإقفال، لم ينظر الينا احد، أو يقدم لنا فتات الدعم، للأسف فرضوا الإقفال وسطروا محاضر ضبط وتركونا نواجه مصيرنا، وهذا لا يرضاه الله”.
اما الحدّاد علي فقال:”مساعدات الدولة ومن لف لفيفها، تذهب للحاشية والتبعيين، لم يتعلم المسؤولين أن الفقر إن خرج للعلن لن يضبطه أحد، تناسى الجميع أن صرخة الجوع إن علت لن يسكتها شيئا، بالكاد نتنفس وأتى كورونا وقضى علينا، وبدل دعمنا شحدّونا”.
يجزم المعتصمون، أنهم أمام خيارات أحلاها مر، لكن اللقمة باتت صعبة، يصرخ أحدهم ممسكاً بضبط مخالفة، شاطرين تشفطوا أموالنا،ولكن أن تساعدونا هذا من زمن فرعون”، وطالب أحمد كما محمد وإبراهيم وزير الداخلية العمل على الغاء محاضر الضبط القاسية التي سطرت بحق الكثير منهم “دون وجه حق”.
وطالب رئيس اتحاد النهضة العمالي محمد ابراهيم بخطة عمل “نستطيع من خلالها الاستمرار بالاقفال مقابل دعم من الدولة، او تعمل على تنظيم القطاع ضمن ضوابط واوقات محددة وبمراقبة الاجهزة الامنية”.