في وقت أحيا معظم المسيحيين مؤخرا شعائر عيد الفصح بمفردهم ودون وجود الآخرين، أقامت بعض الكنائس في الولايات المتحدة صلوات جماعية، بالرغم من وجود جائحة “كورونا” التي تهدد البشرية.
ونُقل عن أحد رجال الدين في ولاية لويزيانا، وإسمه توني سبيل، قوله إن ألفا من المصلين حضروا قداس يوم أحد الفصح الذي أقامه في كنيسته، وذلك رغم الحظر الذي كان فرضه حاكم الولاية على التجمعات التي تضم أكثر من 50 شخصا.
وقال مفوض الأمم المتحدة الخاص بحرية الديانات والمعتقدات، محمد شهيد إنه يعتقد أن على الزعماء الدينيين أن يلعبوا دورا في ثني أتباعهم عن التجمع وتشجيع التباعد الإجتماعي.
وقال “إن للزعامات الدينية مسؤولية – إن لم نقل الواجب القانوني – في إعلاء مصالح المجتمع”.
وفي باكستان، يتجاهل عدد من رجال الدين المسلمين الحظر الحكومي على التجمعات التي تضم أكثر من خمسة أشخاص.
وبدأت الحكومة الباكستانية بتخفيف بعض القيود التي كانت قد فرضتها، وهناك دعوات تطلقها بعض الزعامات الدينية بالسماح للناس بالتجمع للصلاة، خصوصا في شهر رمضان.
ويقول رئيس الحكومة الباكستانية عمران خان إنه سيتناقش مع رجال الدين حول الإجراءات التي ينبغي إتباعها في رمضان.
يُذكر أن بعضا من حالات الإصابة بكوفيد 19 في باكستان حصلت لأناس عائدين من زيارات دينية قاموا بها لدول أخرى في الشرق الأوسط وآخرين حضروا تجمعات أقامتها جماعة “تبليغي جماعت” الدعوية.
كما أن المناسبات التي أقامتها الجماعة المذكورة رُبطت أيضا بانتشار الوباء في الهند وإندونيسيا وماليزيا.
وفي كوريا الجنوبية، تم تشخيص الآلاف من حالات الإصابة، كان العديد منها ذا صلة بكنيسة شينشيونجي، وهي جماعة لا تعلن عن نفسها ويصفها كثيرون بأنها تشبه طائفة دينية.
واعتذرت هذه الجماعة في الأسابيع الأخيرة عن دورها في نشر الوباء، وتقول إنها تتعاون مع السلطات. ولكن مسؤولين يقولون إن بعض أفرادها ما زالوا يرفضون الخضوع للفحص.
وكان علماء وأطباء قد حذروا مرارا من أن التجمع قد يؤدي إلى انتشار الفيروس بشكل أكبر، وقد يعرض حياة الناس إلى الخطر.
إذا ما هو السبب الذي يدفع هؤلاء إلى التجمع من أجل العبادة رغم هذه التحذيرات؟
يقيم ماثيو شميتز، وهو من أتباع الكنيسة الكاثوليكية، في ولاية بنسلفانيا الأميركية التي حظرت كافة القداسات العامة.
ويقول ماثيو إن الكنيسة حاجة أساسية، وإنه يمكن إتباع نفس إجراءات التباعد الإجتماعي فيها كالتي تتبع في محلات بيع الأطعمة.
ويضيف: “كل من يدافع عن فتح المتاجر وإغلاق الكنائس حتى لو فرضت الأخيرة نفس الإجراءات إنما يلمح إلى أنه يعتبر التجارة أكثر أهمية من العبادة”.
ويعتقد أن الذهاب إلى الكنيسة والمشاركة في بعض الطقوس “عبارة عن أسلوب متميز في الحصول على البركة”.
ويقول “الرغبة في أن يكون الإنسان قريبا من زوجه لا تدل على ضعف مشاعر الحب التي يكنها لذلك الشخص، بل تدل على قوة تلك المشاعر. أعتقد أن الشيء نفسه ينطبق على حب الإنسان للرب”.