Site icon IMLebanon

تحذير للحكومة من “ثورة جياع” بعد انتهاء كورونا

لا تزال نقابة أصحاب الأفران على قرارها بالتوقف عن توزيع الخبز على المحال التجارية بحجة غلاء المواد الأولية المطلوبة لصناعة الخبز، ويردّ وزير الاقتصاد راوول نعمة بأن أرباح أصحاب الأفران تتجاوز ٢٢ في المئة من سعر ربطة الخبز، وهو يصرّ على إبقاء سعر الربطة ١٥٠٠ ليرة.

وفيما دخل الوزير نعمة على خط السجال السياسي القائم بالإعلان عن احترامه وتقديره للمعارضة البناءة، أما المعارضة التي تحمل في طياتها استهدافاً للحكومة فهو ضدها، دعته مصادر معارضة عبر “الأنباء” الى القيام بواجبه في وضع حد لفحش الغلاء الذي يفترس الطبقة الفقيرة وذوي الدخل المحدود بلا هوادة، وأن يفعّل دور مصلحة حماية المستهلك في مراقبة الأسعار وتسطير محاضر ضبط بحق المخالفين، لأن مطالبته بعدم الشراء من المحال التي تبيع بأسعار مرتفعة لن توصل الى شيء، ولا الى حل المشكلة، لأن معظم المحال تتسابق على سرقة المواطنين.

المصادر شبّهت نصيحة الوزير نعمة بحكاية الملكة أنطوانيت عندما سألت “لماذا يتظاهر الشعب”، فقيل لها بسبب الغلاء، فقالت: “لماذا لا يأكلون بسكويت؟ هكذا أفعل عندما أكون جائعة”.

وحذّرت المصادر المعارضة الحكومة من “ثورة الجياع” بعد الإنتهاء من أزمة كورونا، لأن ما يجري في طرابلس وبالتحديد في ساحة النور من تظاهرات احتجاجية بسبب الغلاء والارتفاع الجنوني للدولار ستكون له ارتدادات على سائر المناطق، على الرغم من خطة التعبئة العامة والحجر المنزلي القائمة منذ حوالى الشهر، لأن لسان حال الناس يقول إن الموت بسبب كورونا أفضل من الموت بسبب الجوع.

المصادر تساءلت عن الأسباب التي أدت إلى إغفال موضوع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية من خطاب رئيس الحكومة حسان دياب وكأن هذا الموضوع لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد، فيما تتفق كل القوى السياسية سواء من الفريق المكوّن لهذه السلطة أو من المعارضة على الإقرار بأن موجة الغلاء لم يحصل شبيهًا لها الا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، خصوصًا وأنها تترافق مع ارتفاع لا أفق له في سعر الدولار الذي أصبح عملة نادرة بعد القرارات التي أصدرها مصرف لبنان في الآونة الأخيرة.

ونبّهت المصادر المعارضة الحكومة من مغبة الإختباء وراء موجة كورونا وعدم القيام بواجباتها تجاه مواطنيها، لأن اللعنة سوف تأتيها عاجلاً أم آجلاً بسبب الإغفال المتعمّد والصمت المطبق عن حق الناس بالعيش الكريم.