Site icon IMLebanon

بري ضابط ايقاع الحكومة والمعارضة: الامر لي

بمئات الالغام والمخاطر محفوف ملعب رئيس الحكومة حسّان دياب السياسي. ليس فيروس كورونا وحده التحدي الاصعب، وقد نجح في مواجهته بدرجة جيد جدا، على ان يرسمل هذا النجاح بعد اعلان النصر على الجائحة لتأكيد قدرة حكومته وتفوقها على الازمات، ذلك ان ما يربض على كوع “مواجهة التحديات”، ما ان يودّع كورونا لبنان، يصعب جدا اذا لم يكن من المستحيل الانتصار عليه، والازمة المالية تحتل رأس قائمة “المستحيلات” اذا لم تحصل معجزة تقلب المعادلات المتحكمة بالاداء السياسي والحكومي.

هذه الازمة، تؤكد مصادر سياسية لـ “المركزية” انها تشكل السلاح الامضى في يد معارضي الحكومة من اهل البيت وخارجه. ولعل معارضة الداخل اشدّ ضراوة من الخارج، خصوصا اذا كان من يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري في لحظة سياسية بالغة الحراجة حيث اكثر ما تحتاجه الحكومة اليوم اثبات قدرتها على قيادة البلاد، من دون فريق ما كان يعرف بـ 14 اذار الذي لطالما كانت ترمى في وجهه مسؤوليات العرقلة وعدم السماح لفريق 8 اذار بالحكم بالطريقة التي يريد. فإذا اخفقت في مهمتها، سيعني ذلك بحسب المصادر، فشل العهد برمته.

وترى المصادر ان الرئيس بري يلعب في هذه المرحلة دور ضابط ايقاع مزدوج في الحكم وخارجه، فهو من خلال شبكة علاقاته المتشعبة في الاتجاهات كافة قادر على دوزنة المعارضة والموالاة في آن. في الحكومة يتحكم بري بالقرار فيوقف هيركات ويسحب كابيتال كونترول ويحرك اللعبة السنية بإصبعه من خلال علاقاته المتينة بالرئيس سعد الحريري ويوظف تلاقيه ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط على مواجهة العهد ومن خلفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في الاتجاه نفسه، ولا يتعارض مع القوات اللبنانية لا بل يغازلها تارة باتصال معايدة بمعراب قبل ان يتصل برئيس الجمهورية ميشال عون واخرى بمساندة مسقط رأس رئيس الحزب سمير جعجع، بشري، في ازمة كورونا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

يوزع بري رسائله في مختلف الاتجاهات ويدير اللعبة بحسب ما ترصد انتناته الخارجية طبيعة المرحلة المقبلة في لبنان متجاوزا الاصطفافات الكلاسيكية بين 8 و14 اذار. هذه المرحلة تعتقد المصادر انها ستكون انتقالية على مستوى الحكم في لبنان، وان بري الذي يبدو استشرف ان لا انقاذ ماليا راهنا وان الامور لا يمكن ان تستكمل على هذا النحو، بدأ عملية تحضير ارضية المرحلة الانتقالية او ما بعد حكومة دياب وحكم عون، ليثبت آنذاك انه الاقدر والاقوى على الساحة السياسية وان من يقف في وجهه سيجرفه التيار.

ويساعد بري في هذه المهمة، بحسب المصادر، ان العقلية السياسية الموروثة المهيمنة على القرارات الحكومية تقطع على دياب وفريق عمله الوزاري امكان احداث النقلة النوعية في مواجهة الازمات، بدليل المسار الذي اتخذه ملف التشكيلات القضائية لجهة تجزئته في سابقة لم يشهده تاريخ القضاء الحديث، مراعاة لمصالح بعض القوى السياسية، تماما كما يرتفع امامه جبل منع الاستعانة بصندوق النقد الدولي آخر ابواب الامل للانقاذ.

اما خارج الحكومة، فتتروى قوى المعارضة الثلاثية الاطراف في اتخاذ اي خطوة او قرار. وما دام ثمة من يرفع صوت المعارضة من الداخل، يفضل الانكفاء والقنص عن بعد لعدم عرقلة مهمة بري المرجح انها ستبلغ خواتيمها في ظل رفض حزب الله المس بمكتسباته الاستراتيجية والتيار الوطني الحر بما حققه من مكتسبات داخل الدولة واداراتها، ما يعني ان حظوظ نجاح حكومة دياب شبه معدومة وهو ما يدركه الرئيس بري ويعدّ لما بعده.