بعد صرخات المستشفيات والدول جراء النقص الشديد في أجهزة التنفس الصناعي مع تفشي وباء كورونا الخطير، دق الأطباء ناقوس خطر جديد لأزمة غير متوقعة ناجمة أيضاً عن تفشي كورونا بهذا الشكل الهائل وزيادة المصابين بالفيروس الذين يعانون من الفشل الكلوي، الأمر الذي تسبب في نقص في الآلات والإمدادات والموظفين اللازمين لغسل الكلى وبدأ يضغط بشكل كبير على هذا القطاع.
ووفق «نيويورك تايمز»، قال أطباء بوحدات العناية المركزة في نيويورك ومدن أميركية أخرى تضررت بشدة من وباء كورونا إن الفيروس المستجد ليس مجرد مرض يصيب الجهاز التنفسي، بل يؤثر أيضاً في الكلى لدى بعض المرضى، مما يشكل سلسلة أخرى من حسابات الحياة والموت للأطباء الذين يجب عليهم نقل كمية محدودة من أجهزة غسل الكلى المتخصصة من مريض يعاني الفشل الكلوي إلى آخر.
ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت الكلى هدفاً رئيسياً للفيروس، أو مجرد عضو آخر يقع ضحية عندما يستسلم جسم المريض للفيروس المدمر. وقال اختصاصي أمراض الكلي ديفيد غولدفارب للصحيفة إن الأطباء يبذلون قصارى جهدهم وإنه «لم يُلاحظ شيئاً مثل هذا على الإطلاق من حيث عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج غسل كلى.. لا نريد أن يموت الناس بسبب غسل الكلى غير الكافي».
ويقدر خبراء الكلى أن ما بين 20 في المئة إلى 40 في المئة من ذوي الحالات الحرجة بكورونا يعانون فشلاً كلوياً ويحتاجون إلى عمليات غسل، وفقا للدكتور آلان كليجر، اختصاصي أمراض الكلى في كلية الطب بجامعة ييل، وهو أحد أعضاء فريق الاستجابة الذي كونه البيت الأبيض للتصدي لوباء «كوفيد – 19».
ونقلت الصحيفة عن طبيب آخر رفض ذكر اسمه «حالة اليأس بين الأطباء وهم يصرخون في بعضهم: أليس لديكم جهاز غسل تعطوه للمريض؟!.. وظيفتي أصبحت كالجحيم». وفي محاولة لإنقاذ مرضى لجأ بعض الأطباء إلى أنواع بديلة من غسل الكلى. من بينها آلية تسمى «غسل الكلى البريتوني» الذي يستخدم عادة في المرضى الذين يعانون أمراض الكلى المزمنة الذين يرغبون في علاج أنفسهم في المنزل. ولا يقتصر النقص على أجهزة الغسل فقط، بل يشمل أيضاً السوائل والإمدادات الأخرى اللازمة للغسل الكلى. كما أن عدم توافر عدد كافٍ من الممرضين المدربين لتقديم العلاج يفاقم الأزمة.