على العكس من فيروس كورونا، التصعيد عنوان المرحلة اللبنانية الطالعة، تصعيد سياسي مشحون بارتدادات الانهيارات الاقتصادية والمالية والاجتماعية الضاغطة على الجو اللبناني العام، بين مقيمين يلهثون وراء عملتهم الواقعة بين براثن الذئب الاميركي الاخضر، ومغتربين يعانون من استنسابية سفراء بلدهم في عواصم الاغتراب باختيار اسماء المتلهفين للعودة، هربا من تفشي الفيروس حيث هم.
رئيس الكتائب سامي الجميل حذر من انهيار أكيد وإفلاس إذا لم يستفق النائمون، بينما دعا عضو كتلة المستقبل رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب نزيه نجم، رئيس مجلس النواب نبيه بري الى قراءة الفاتحة على الحكومة كما قرأها على «الهيركات» محذرا من موجة الغضب المقبلة. وفوق ذلك ألمح عضو اللقاء الديموقراطي هادي ابو الحسن الى تهديدات بالانسحاب من الحكومة من داخل الفريق الواحد.
وقال لقناة البي بي سي «نحن ذاهبون الى فوضى بعد الكورونا، ستلتهم كل شيء!». واضاف ردا على سؤال: «اولا نحن لا نستهدف المقام الرئاسي ولا شخص الرئيس» واشار الى انه منذ 1920، تاريخ انشاء الكيان اللبناني، «لم يأت عهد أسوأ من هذا العهد بكل نتائجه، لقد اوصلنا الى هذا الحضيض»، وقيل له هل هو أسوأ من عهد اميل لحود؟ فأجاب نعم بنتائجه الاقتصادية وتأثيراته الاجتماعية، فالبلد الآن في مهب الريح! لكن البطريرك الماروني بشارة الراعي، قال في عظة قداس الأحد في بكركي، ان الظرف الذي نعيشه في لبنان والموصوف بأزمة اقتصادية ومالية ومعيشية خانقة ومضاعفة بنتائج وباء كورونا المخيفة، يؤكد ان هذا ليس زمن الصراعات والاصطفافات السياسية العقيمة بل زمن العمل المشترك لانقاذ البلاد. من جهته، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قال في عظة الفصح لدى الطوائف المسيحية الشرقية: «المطلوب انتشال لبنان من ازمته».
في غضون ذلك عادت الانشطة الثورية الى ساحات طرابلس وأسواقها، وشكلت في المدينة «لجنة المتابعة لانقاذ الفيحاء»، بعضوية الوزير السابق اشرف ريفي ونقباء الاطباء والمحامين والمهندسين وسائر المهن الحرة. أما في بيروت فسمح للمتاجر الصغيرة في الاحياء الشعبية بفتح ابوابها، واصدر وزير الداخلية محمد فهمي قرارا بتقليص مدة حظر التجول، بحيث تبدأ من الساعة الثامنة مساء بدلا من السابعة وحتى الساعة الخامسة صباحا بدلا من السادسة، وذلك مع استقرار البيانات الخاصة بفيروس كورونا، حيث أشار بيان وزارة الصحة الى إصابتين جديدتين فقط بحيث اصبح المجموع 674 والوفيات كما هي 21 وفاة.