كتبت ايفا أبي حيدر في “الجمهورية”:
بدأ، الجمعة، فعلياً تسليم الحوالات النقدية عبر المؤسسات المالية بالليرة اللبنانية بدلاً من الدولار، لكنّ المفاجأة حلّت بتسعيرة 3625 ليرة التي حدّدها مصرف لبنان، فهي من ناحية تطمئن أصحاب الحوالات الى واقعية التسعيرة، ومن جهة أخرى تُشعر أصحاب الحسابات بالدولار في المصارف بالغبن لأنها تُحتسب على سعر 2600 ليرة.
حدّدت مديرية العمليات النقدية لدى مصرف لبنان، أمس، سعر صرف الليرة للتحويلات النقدية الالكترونية الواردة من الخارج عبر مؤسسات تحويل الاموال العاملة في لبنان عند 3625 للدولار.
وقال مصرفيون لـ«رويترز» إنّ سعر الصرف الجديد يعتبر جزءاً من تحركات أوسع نطاقاً من جانب المصرف المركزي بعيداً عن الربط المطبّق منذ عام 1997. معتبرين أنه على الرغم من أنّ سعر الصرف الرسمي المربوطة به الليرة عند 1507.5 ما زال مطبّقاً، فإنّ ذلك يرقى إلى خفض فعلي لقيمة الليرة. وقال مصرفي كبير إنّ حاكم المصرف المركزي رياض سلامة يخفّض فعلياً قيمة العملة من دون أن يعلن هذا.
كما ذكر مصدر في المصرف المركزي انّ «الأسعار ربما تتغير يومياً وسيتم تحديدها في اليوم السابق»، موضحاً أنّ المعدل يستند إلى السعر الذي سجّله الدولار في مكاتب الصرف الأجنبي.
وأشار الى انه «في حالة وقوع تقلبات كبيرة خلال اليوم، فإنّ الأسعار ربما تُحدد مجدداً خلال اليوم نفسه».
وبالنسبة الى تعميم مصرف لبنان الصادر في وقت سابق، والذي أجاز للمودعين إجراء سحوبات نقدية من حساباتهم بالعملات الاجنبية، ولكن بالليرة اللبنانية وفقاً لسعر السوق، توقعت مصادر مصرفية أن يكون سعر الصرف المطبّق على تلك السحوبات قريباً من سعر الصرف الذي حَدّده المصرف المركزي لشركات تحويل الأموال. ومن المقرر أن تجتمع المصارف والصيارفة مع البنك المركزي يوم الاثنين المقبل لاتخاذ قرار.
شركات تحويل الاموال
في أول يوم على دخول تعميم المركزي حيّز التنفيذ، كيف بَدت الحركة أمس وهل تقبّل الافراد التسعيرة؟
يؤكد رئيس مجلس إدارة OMT توفيق معوّض لـ«الجمهورية» انه إثر صدور تعميم المركزي بتسليم الحوالات بالليرة اللبنانية ساد جَو من القلق عند مُتلقّي الحوالات، خصوصاً انّ التسعيرة المعتمدة في المصارف لا تروق لأصحاب الحوالات. لذا، شهدنا في الايام الاخيرة هجوماً غير اعتيادي لاستلام الحوالات بالدولار، لكن اليوم ومع دخول القرار حيّز التنفيذ تَفاجأ الزبائن بالتسعيرة غير المتوقعة، كما أتت الحركة اكثر من طبيعية.
وأكد معوض انّ هذه التسعيرة غير ثابتة، بل هي متغيرة بشكل يومي وستحددها مديرية العمليات النقدية لدى مصرف لبنان لتعادل سعر الصرف في السوق. وقال: كانت OMT تستلم 5 ملايين دولار في اليوم، توزّع على 150 ألف شخص في الشهر، أي بما يقارب 6000 شخص في اليوم. ومع بدء العمل بهذا التعميم من المتوقّع ان تتحول هذه الاموال الى المركزي ليضخّها في الدورة الاقتصادية او لاستعمالها في الاستيراد.
وعمّا اذا كان هناك تخوّف من ان تستحوذ المصارف على جزء من سوق التحويلات المالية بعدما اقتصر إعطاء fresh money عليها، قال: لا مشكلة بذلك.
ورداً على سؤال، أكد معوض انّ منصّة التداول الالكترونية لا تزال قيد الاعداد ولم يبدأ العمل بها رسمياً بعد، والى حين جهوزيتها سيعتمد المركزي التسعيرة المتداولة عند الصرّافين، وفي حال تغيّرت التسعيرة خلال النهار يتم تعديلها فوراً عند شركات تحويل الاموال.
الأموال الطازجة
ومع صعوبة تأمين الدولار النقدي الحقيقي للأفراد، باتت حسابات fresh money عبر المصارف حصراً المصدر الوحيد لتأمين التحويلات المالية، فهل تلتزم المصارف بتأمينها؟
يؤكد الخبير المصرفي مروان بركات انّ المصارف اللبنانية ملتزمة بتسليم الاموال الطازجة كاملة الى المودعين، او تحويلها الى أي بلد خارج لبنان. وكشف انّ منصة التداول الالكتروني بدأت عملها امس، لكن مع إضراب الصرّافين المرخّصين قد يكون عملها تعرقل بسبب غياب احد أطرافها، إلّا أنه اعتباراً من الاثنين ستعتمد المنصة لتسعير سعر صرف الليرة على اساس يومي بالتنسيق بين المصارف والصرافين والمصرف المركزي.