كتبت مريم سيف الدين في صحيفة “نداء الوطن”:
تفاجأ أصحاب الحضانات بقرار الحكومة إعادة فتحها في المرحلة الثالثة من خطة إعادة فتح القطاعات في الـ11 من أيار. ويبدو أن القرار اتخذ من دون علم المعنيين بالقطاع في وزارة الصحة. ويجري اليوم العمل على وضع الخطة التي تضمن الإلتزام بشروط السلامة، خلال إعادة فتح الحضانات. ومن المرجح أن لا تشمل الخطة عودة جميع الأطفال، وإنما ستقتصر على أطفال الأمهات العاملات في قطاعات سيعاد فتحها.
في المقابل لا يظهر حماس لدى أصحاب الحضانات للعودة إلى عملهم نتيجة انهيار سعر صرف الليرة وارتفاع التكاليف، ما يهدد استمرارية القطاع. وتؤكد نقيبة أصحاب دور الحضانة في لبنان، هنا جوجو لـ”نداء الوطن”، أنها تحثّ الحضانات على التضحية والإستمرار هذه الفترة، لكنها تحذر من إقفال جماعي في تموز في حال لم يستجب المعنيون لمطالبهم.
وتشير النقيبة إلى أنهم كانوا يتوقعون اتخاذ قرار بإعادة فتح الحضانات في المرحلة الأخيرة من الخطة، لكنهم تفاجأوا بالقرار الذي اتخذ بينما كان يجري التنسيق بين النقابة وهيئة إدارة الكوارث لتحضير آلية العودة. وتؤكد جوجو تفهمهم القرار لما له من أهمية لعودة النساء إلى أعمالهن. ويجري اليوم العمل مع وزارة الصحة لتحديد سلسلة بروتوكولات تحدد ما يتوجب على الأهل فعله وكذلك الحضانة لتأمين عودة سليمة ولحماية الأطفال. لدى جوجو تحفظ آخر على الخطة، “كنا نفضل فتح الملاعب في المراحل الأخيرة حفاظاً على سلامة الأطفال. فبعيداً من الكورونا، وبعد شهرين في المنزل ولأول مرة في حياة الأطفال، يحتاج جسمهم إلى وقت ليتأقلم مع البكتيريا الخارجية، فكان يفترض فتح الملاعب بعد الحضانات”.
ويبدو أن وزارة الصحة مرتاحة إلى سهولة مراقبة تأمين شروط السلامة في الحضانات، وتراهن في ذلك على تردد الأهل في إرسال أطفالهم إلى الحضانات إما خوفاً من التقاط فيروس “كورونا”، وإما لعدم قدرتهم على تأمين الكلفة في ظل فقدان رواتبهم لقدرتها الشرائية. ووفق مصدر في الوزارة فإن استطلاعاً قد أظهر أنّ 25% فقط من الحضانات الكبيرة ستفتح أبوابها، وأن معظم الأهالي لن يرسلوا أبناءهم إلى الحضانات قبل تشرين الأول، وأن عدد الأطفال فيها سيقلّ عن النصف.
ووفق أرقام النقابة، يبلغ عدد الحضانات 480 حضانة، تعمل فيها نحو 12000 معلمة وحاضنة، وكان يستفيد من خدماتها نحو 40000 طفل سنوياً. يرجّح انخفاض هذا العدد، ما يقلق أصحاب الحضانات “فهم منهارون نتيجة توقف عملهم وانخفاض قيمة الليرة، وبعد جهد لسنوات كي تكون الحضانة من الضروريات، عادت لتصبح من الكماليات”، وفق جوجو. وتؤكد أنها تدفع أصحاب الحضانات للعودة إلى العمل ولعدم رفع كلفة خدماتهم الآن، وأن يضحوّا وإلا اضمحلّ القطاع. “فلننتظر ليستقر سعر الصرف ونرى أين سنصبح”.
وإنقاذاً للقطاع توجهت النقابة بالطلب من المسؤولين منح الحضانات إعفاءات من رسوم وضرائب مختلفة. كما طلبت الحصول على قروض ميسرة من المصارف، “لكن أحداّ لم يستجب لمطالبنا”. وتؤكد جوجو أن النقابة طلبت الحصول على موعد للقاء رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، وأنها وضعت على لائحة الانتظار لانشغال الرئيس، كذلك طلبت موعداً من وزير الصحة وتنتظر لقاءه. “مطالبنا ممكنة لكن لا أحد يرد علينا، ونحن في مرحلة اختبار التضحية للاستمرار، بانتظار تموز فإن لم يتحسن الحال متجهون إلى تسكير جماعي. فالقطاع بحاجة الى اعانات مالية والا انتهى”.
واعلنت وزارة الصحة العامة أمس تسجيل 3 اصابات “كورونا” جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 707، فيما أعلن مستشفى رفيق الحريري الجامعي، تسجيل إصابة واحدة بفيروس كورونا Covid-19، من بين 205 فحوصات مخبرية، مقابل تماثل حالة للشفاء، وإخراج 6 مصابين بالفيروس من المستشفى إلى الحجر المنزلي، إضافة إلى عدم وجود أي حالة حرجة في العناية المركزة.