IMLebanon

بكركي تستعيد دورها…ومساع بطريركية لجمع القادة الموارنة

وجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من بعبدا دعوة “الى كافة المسؤولين عن الاحزاب وجميع الذين يتعاطون في الشؤون السياسية. علينا ان نضع جانبا كافة مشاكلنا الخاصة واختلافات الرأي في ما بيننا، ونضع جميعنا ايادينا بأيادي بعضنا البعض”.

الكلام البطريركي لا يأتي من هباء، بل يستند الى مساع يبذلها الراعي على محور محاولة شبك الايادي، على الاقل لابناء الرعية. اذ تكشف اوساط مطلعة لـ “المركزية” “ان هناك سعيا ورغبة وتطلعا لدى البطريرك لجمع القيادات المسيحية في بكركي مرة اخرى للبحث في الاوضاع والاتفاق على خطة او خريطة طريق تخرج البلاد من الازمة بالتوازي مع الجهود التي تبذلها الحكومة، الا انه لم يكتب لها النجاح، حتى الساعة، ما دامت تصطدم بمعارضة من بعض القيادات لاسباب مختلفة واعذار غير مقنعة كمثل الظروف غير المؤاتية وتفضيل الاجتماعات الثنائية مع البطريرك لعدم لقاء الاخرين”.

غير ان بكركي لم تستسلم اذا  تلفت الاوساط الى “ان الامور لم تحسم  والمفاوضات ما زالت تتأرجح بين الأخذ والرد والتقدم والتراجع ، مؤكدة “ان السعي لا يزال قائماُ، على امل الوصول الى الغاية المنشودة، والاتصالات مستمرة حتى تأمين ظروف جمع القادة الموارنة الاربعة”.

في الموازاة، تقرأ اوساط مراقبة في رفض الاجتماع الرباعي خلفيات رئاسية اذ “ان عيون القيادات على الاستحقاق الرئاسي، وهي تفضّل عدم التورط في مواقف قد تحرج علاقاتها مع بعض القوى الاخرى او تنعكس على مصالحها السياسية، لافتة إلى “أن انها ترى ان صورة التطورات في المنطقة لم تتضح بعد وان المنطقة مقبلة على تغيير جذري قد يبدّل في موازين القوى، وهي تفضّل عدم الالتزام بمواقف سياسية منذ اليوم، تكبلها في المرحلة المقبلة وتعطّل عليها مجال المناورة او التغيير والتكيّف مع التغيير الاقليمي”.

وتستغرب الاوساط المراقبة “غياب بعض القيادات المسيحية عن الساحة وإحجامها عن اتخاذ المواقف، خصوصاً امام ازمة وطنية كتلك التي تمر فيها البلاد وتفترض مواجهتها من دون خلفيات سياسية ومصلحية”. وتعتبر “ان ما يجري يضرب دور ووظيفة لبنان وجوهر وجوده في المنطقة  ويضع الكيان في خطر، وتالياً لا يجوز للقيادات المسيحية التي لطالما كانت وراء نهضة لبنان ان تنكفئ في لحظة كهذه”.

وتختم الاوساط مشددة على “ان كلام البطريرك الراعي في عظة يوم الاحد الماضي اساسي وجوهري بحيث استعادت بكركي دورها عندما اعتبر الراعي “استهداف” حاكم مصرف لبنان رياض سلامه وحده غير مقبول، وان النهج المتبع جزء من مخطط لتغيير وجه لبنان”.