كتب مشاري الذايدي في صحيفة “الشرق الأوسط”:
ها قد عاد اللبنانيون إلى امتطاء صهوة الشارع ثورة على العهد وتركيبة الحكم في لبنان بعد أن انهارت عملتهم الوطنية، الليرة، إلى قاع سحيق.
عادوا إلى الثورة ولم تمنعهم حمى «كورونا» السياسية ولا هيستريا الذعر منها وترك كل هم ومطلب إلا همها ومطلبها، لأن الإنسان يحيا بأشياء أخرى أيضاً في هذه الحياة.
الأنباء تقول، حسبما نشرت هذه الصحيفة، إنه وتحت عنوان «ثورة الجياع»؛ خرج المئات في مناطق لبنانية عدة، بالتوازي مع تصاعد الحملات السياسية ضد الحكومة من قبل المعارضة، قبل أن يدخل على الخط عامل جديد تمثل في مواجهة جديدة بين رئيس الحكومة حسان دياب والبطريركية المارونية. وبعد أن عدّ أن الفساد في لبنان يتمتع بحماية السياسيين والمرجعيات الطائفية، قالت مصادر مارونية لـ«الشرق الأوسط» إن البطريرك بشارة الراعي «ممتعض من موقف رئيس الحكومة»، لافتة إلى أن دياب «يبدو أنه لم يقرأ بتأنٍ العِظَة التي قدمها البطريرك منذ أيام».
كما كانت حملات حسان دياب على حاكم بنك لبنان، رياض سلامة، ودياب كما يعلم الكل أتى به لزعامة الحكومة جبران باسيل، الحاكم الخفي، ومن خلف الكل «حزب الله»، ممثل المصالح الإيرانية.
عودة الشارع اللبناني إلى الثورة تعني فيما تعني أن مطالب الناس وهمومهم الحقيقية لن تلغيها «كورونا»، كما بشرنا البعض بانهيار كل عالم وقضايا ما قبل «كورونا»، وهذا الحال ينطبق على الشارع العراقي والساحة اليمنية أيضاً.