افتتح الشهر المريمي في دير سيدة قنوبين وانطلقت سلسلة فعاليات أعدها خادم الرعية الخوري حبيب صعب وراهبات الدير برئاسة الاخت جانيت فنيانوس بالتعاون مع رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث.
وكانت بدايتها قداس الافتتاح الذي أقيم تحية روحية ثقافية لوديع لحود في ذكرى ميلاده، الواقع في الاول من أيار، وبعد صدور كتاب “الاستاذ وديع معلم قنوبين” وفيلم وثائقي حول سيرة الراحل، الذي أقام مدرسة في بيته لتعليم أولاد الوادي الفقراء في النصف الاول من القرن الماضي.
وألقى الخوري صعب عظة تناولت معاني الشهر المريمي الروحية وخصوصيات فعالياته في عمق وادي قنوبين. وقال: “تنطلق هذه الفعاليات اليوم ونحيي روح الاستاذ وديع لحود، الذي ولد في وادي قنوبين في اول نوار سنة 1910، في عهد ظلمة وفقر قبيل الحرب العالمية الاولى. وظهرت عليه علامات التفوق فتعلم في مدرسة الفرير – طرابلس ليتحول فيها بعد ثلاث سنوات مسؤول قسم اللغة الفرنسية، ومنها الى مدرسة الاميركان في القبة، وتولى فيها مسؤولية قسم اللغة الانكليزية. وراح يقترب من وادي قنوبين فعلم في مدرسة حدث الجبة قبل ان يعود الى الوادي، ويحول بيته مدرسة لاولاد قنوبين”.
وأضاف: “لقد جسد الاستاذ وديع لحود روحانية قنوبين تجسيدا مثاليا. فعاش عيش التخلي والتجرد والمحبة الواسعة حين رفض كل الاغراءات المادية وعروض التعليم حتى في أميركا، وراح يعلم أولاد قريته الفقراء. وقال كلمته المشهورة: “أفضل لي، ماديا ومعنويا، أن أذهب لاعلم في أميركا ولكنه أسوأ لأهلي هنا في وادي قنوبين، إنني أتخلى عن كل ثروات أميركا وأبقى هنا أعلم أولاد قنوبين أحبائي”.
وتابع صعب: “لقد أسهمت مدرسة الاستاذ وديع في بلورة مفهوم وادي قنوبين مدرسة حياة. وها نحن نحتفل اليوم بذكرى ميلاده بعد مئة وعشر سنوات، كما نحتفل بصدور كتاب وفيلم وثائقي مميزين عن سيرته، وعن مسيرة المدرسة والتعليم في الكنيسة المارونية، هذه المسيرة الضاربة الجذور في وادي قنوبين. ونهنىء رعية وادي قنوبين، وعائلة الاستاذ وديع بهذا الانجاز الثقافي، وبخاصة ابنه السيد فيكتور، الذي مول وشاء هذا الانجاز تحية وفاء لوالده، واعتزازا بجذوره في وادي قنوبين. ونأمل ان نراه مجددا في هذا الوادي المقدس، ليعيد الى بيت والده ومدرسته رونقهما العمراني”.
ثم أقام صلاة البخور عن نفسي وديع وزوجته هند.
وبعد القداس، كان لقاء في الدير تحدث فيه ناشر الاصدار جورج عرب، شارحا مضامين الكتاب الصادر اخيرا مرفقا بفيلم وثائقي بالعربية والانكليزية والايطالية من سلسلة أعلام الوادي المقدس. وأشار الى المباشرة بإقامة مكتبة وديع لحود، بالتعاون مع ابنه فكتور، لجمع كل الاوراق التاريخية المتعلقة بوادي قنوبين.
وفي الختام، تم توزيع الكتاب والفيلم هدية للحاضرين. وأوضحت الاخت فنيانوس أن فعاليات شهر أيار الروحية والثقافية ستقام تباعا وفق مقتضيات قرار التعبئة العامة.
وحضر المدير العام لوزارة الاشغال مطانيوس بولس، رئيس الجامعة اللبنانية الثقافية في قبرص ايلي عيد، مختار الوادي طوني خطار، المدير العام رابطة قنوبين للرسالة والتراث الناشر جورج عرب وعدد من المهتمين.
