اعتبرت مصادر نيابية مطلعة على الاتصالات حول لقاء بعبدا، المرتقب الأربعاء المقبل، أن الاجتماع إذا ما عقد فسيكون أعرج، بعد إعلان كتلة المستقبل مقاطعته، إضافة إلى أن الدعوة للمشاركة به كانت أساساً خاطئة؛ حيث كان عنوانها لقاء رؤساء الكتل النيابية، فيما وُجّهت الدعوات لرؤساء الأحزاب، على غرار رئيس «حزب القوات» سمير جعجع، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس «تيار المردة» النائب السابق سليمان فرنجية.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «ما الفائدة من عقد اللقاء؟ وهل الدعوة كانت رفعاً للعتب بعد إقرار الخطة التي تبدو كأنها تدابير انتقامية من الآخرين؟ وهل المطلوب أن يبصم المجتمعون عليها، خاصة أنه ليس هناك مجال لتعديلها؟». وأضافت: «من يريد الحوار لا يتصرف بهذه الطريقة، ومركز الحوار يجب أن يكون البرلمان، وليس بعبدا، خاصة أننا لسنا في نظام رئاسي، وإذا ما كان ضرورة للحوار فرئيس البرلمان نبيه بري، الذي لم يتم التنسيق معه بشأن الدعوة، هو الأقدر على رعاية هذا الحوار، خاصة أنه كان أول من دعا ورعى أبرز الحوارات الوطنية منذ العام 2006. وعلاقاته جيدة مع الجميع، على خلاف رئيس الجمهورية الذي هو طرف في كل ما يحصل، وله خلافات مع أطراف سياسية، بعضها من داخل البيت الواحد».
وأشارت المصادر إلى جلسة الحكومة التي ستعقد يوم غد في قصر بعبدا، وعلى جدول أعمالها أيضاً بنود تعكس استمرار الحكومة ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل في اتباع السياسة نفسها ووضع يده على البلد. وفيما لفتت إلى أنه سيتم البحث ببنود مرتبطة بمكافحة الفساد ورفع السرية المصرفية عمن يتولون مسؤوليات عامة واسترداد الأموال المنهوبة والتحويلات المالية في الأشهر الأخيرة، قالت إن على جدول أعمالها أيضاً، تعيين محافظ جديد لمدينة بيروت، خلفاً لزياد شبيب الذي انتهت فترة انتدابه. وكشفت المصادر أن الاتجاه هو لتعيين بترا خوري، المحسوبة على باسيل، والتي كان يدفع بتوزيرها عند تشكيل الحكومة، لتعيّن لاحقاً مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية، وأخيراً منسقة لخلية الأزمة الخاصة بوباء كورونا، وسألت: «كيف سيتم تعيين خوري في هذا الموقع وهي التي تحمل شهادة في الصيدلة ولا تتقن العمل الإداري والقانوني؟».
ولفتت المصادر إلى توجه لتعيين أحمد عويدات الذي كان منذ العام 2005 مديراً عاماً للصيانة والاستثمار في مؤسسة أوجيرو، وهو محسوب على باسيل أيضاً، رئيساً لمجلس الخدمة المدنية، بدلاً من فاطمة الصايغ التي لم تحل على التقاعد حتى الآن.
وفيما رجّحت المصادر أن تحصل خلافات أيضاً على هذه التعيينات، على غرار ما سبقها، سألت: «هل يبقى لقاء بعبدا قائماً؟»، معتبرة أنه «إذا ما عقد، فسيكون اجتماعاً أعرج، خاصة بعد إعلان كتلة المستقبل مقاطعته».