كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:
للأسبوع الثاني على التوالي، يُسجّل “ثوار” البقاع كلمتهم في وجه السلطة القمعية الفاشلة في حلّ الأزمات التي “تنطحت” لإيجاد مخارج لها. فنفّذ الثوار وقفات احتجاجية عدّة في عدد من الساحات البقاعية، اعتراضاً على اساليب القمع التي تمارسها الاجهزة الامنية والعسكرية في حق “الجياع” الرافضين لسياسة سرقة لقمة عيشهم، من سلطة لم تدع وسيلة الا وابتدعتها للانقضاض على المال العام، لتتقاذف المسؤوليات في ما بينها، وليقبع المواطن في أتون الجوع والإهمال واستفحال الغلاء، وتردّي الوضع المعيشي الى أسوأ حال مرّ على اللبنانيين منذ تأسيس الدولة اللبنانية.
أتت هذه الوقفات امام مركز مخابرات أبلح العسكري احتجاجاً على الاعتقالات التعسفية والتعذيب الذي يتعرّض له الثوار في أماكن توقيفهم اثناء التحقيق. وهتف المحتجون “ثوار وجيش إيد واحدة”، ووجهوا رسائل الى القيادة العسكرية بأن السلطة السياسية تريد من الجيش أن يكون قبضتها الحديدية بوجه الجياع، ليتسنى لها ان تبيع البلاد وتزيد الفقر من خلال مواصلة سياسة الاقتراض، بدلاً من العمل في أسرع وقت ممكن، على استرداد المال المنهوب وإعادة الثقة بدولة تحوّلت بيد “حزب الله” الى مقاطعة ايرانية ممسوكة من قبله، واذ بهذه الحكومة عاجزة عن تقديم بديل ومصارحة الناس الى متى الاستمرار بسياسة “النعامة” عما يعانيه اللبنانيون من تفاقم وتضخم اقتصادي جعلهم يكفرون بكل شيء.
وفي اعتصام في زحلة، شيّع البقاعيون الليرة اللبنانية الى مثواها الاخير، في نعش حمل على الأكفّ، وعبّر الثوار عن تردي الوضع بصورة رمزية. كذلك، حفل يوم أمس باعتصام حاشد في ساحة شتورة في البقاع الأوسط التي أمّها الثوار من قرى البقاع الغربي وقرى قضاء زحلة والبقاع الاوسط، وكان لافتاً حشد القوى الامنية والعسكرية في الساحة ومرافقة الثوار في مسيرتهم التي جابت الساحة ومداخلها كافة، رافعين الاعلام اللبنانية واليافطات المنددة بسياسة التجويع، وهتف المتظاهرون بأن ثورتهم مستمرة حتى اسقاط العهد وكامل المنظومة، وبوجه السرقة والفساد والقهر والقمع والجوع.
وجدّد الناشط المختار ناصر ابو زيد، دعوته الناس للنزول الى الشوارع، لأن لا مبرّر بعد للبقاء في منازلهم، وقال: “ما عاد عنا شيء لنخسره، الجوع كافر والناس كفرت بكل شيء مع هذه السلطة”، ليردف “لم يعد الهدف اسقاط الحكومة فحسب، لا بد من اسقاط كامل المنظومة، بدءاً من رأس الهرم رئيس الجمهورية، لأن الفراغ رحمة للناس من أن يبقى هو وصهره”. وناشد القوى السياسية داخل الثورة تكثيف حضورها وحشودها، وتابع: “الثورة عمرها 7 اشهر، وما زالت فتية مستمرة، وطالما هذه السلطة قائمة طالما الثورة قوية، وقريباً سيكون هناك زحف بشري الى السراي الحكومي ومجلس النواب وبعبدا”. وتوجّه الى القوى الامنية والعسكرية بالقول: “إن الثوار يدافعون عن لقمة عيشكم وعيش عائلاتكم بعدما حوّلت هذه السلطة التي تدافعون عنها، رواتبكم الى لا شيء”، وقال:”اي اعتقالات ومواجهة للناس يكون الجيش خائن لعهده بحماية الناس والدفاع عنهم”.
بدوره، الناشط محمد الشوباصي اعتبر ان الثورة مستمرة بعد سبعة اشهر، بالرغم من محاولات السلطة الفاسدة الانقضاض عليها حيناً لمصادرتها وأحياناً كثيرة لقتلها ووأدها، ودعا الجميع للنزول الى الشارع والمشاركة في الحراك، لانها ثورة كرامة قبل ان تكون ثورة جياع، وتوجّه الى احزاب السلطة بالقول: “لم تعد تمرّ علينا، انكم تدفعون اناس ليندسوا بين الثوار لتخريب الحراك، نعمل على تنظيف الوسخ بعدما اصبح اللعب مع هذه الاحزاب على المكشوف”.
فيما أكد الناشط الحقوقي اياد حاوي ان التحرّكات في البقاع ستزداد في الايام المقبلة، اعتراضاً على الوضع المعيشي الصعب، وقال:”تخطئ الحكومة ان كانت تظن ان الـ 400 الف ليرة ستُسكت جوع الناس، لان هذه المساعدة لم تصل الى 20%من الفقراء، وتُخطئ ان كانت تظنّ ايضا ان الكورونا ستمنع الناس من النزول الى الشارع والتظاهر، الجوع والفقر سيحوّلان الناس الى سيل جارف يجرف كلّ السلطة”.