أعلن وزير الصحة حمد حسن أن لبنان تلقى عرضا روسيا للمساعدة في مواجهة تفشي وباء كورونا، مشيرا إلى أنهم في انتظار وصول هذه المساعدات سواء كانت طبية أو لوجستية.
وقال حسن في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” :”الجانب الروسي بادر منذ أسبوعين إلى عرض تقديم مساعدة عينية لتشخيص الفيروس، ونحن جهزنا الكتاب اللازم، وننتظر وصول هذه المساعدات، سواء كانت طبية أو لوجستية”.
وأضاف: “روسيا لا تقصر في هذا المجال، برغم الوقت العصيب لديها، والمتمثل في تسجيل حالات إصابة بأعداد كبيرة، وهذا أمر نتفهمه جيداً، وأنا أتقدم بالشكر لجمهورية روسيا الاتحادية وكل الدول التي بادرت إلى مساعدة لبنان دون أي تمييز سياسي”.
كما أكد حسن أن لبنان هو من الدول القليلة التي نجحت في السيطرة على وباء كورونا، لافتاً إلى أن العمل جارٍ حالياً على تأمين الإمكانات والقدرات اللازمة لمواجهة الموجة الثانية.
وقال: “بحسب التصنيف العالمي، لبنان هو من الدول الاثنتي عشرة التي نجحت في السيطرة على الوباء، الذي لم يتحول إلى انتشار أو تفشٍ، ذلك أننا اتخذنا إجراءات مبكرة لجهة ضبط الحدود ومراقبة كل الطائرات التي وصلت إلى لبنان مع بداية الوباء في العالم”.
وأشار حسن إلى أنه “بمجرد إعلان منظمة الصحة العالمية عن وجود حالة وبائية اتخذنا قراراً بالتعبئة العامة، وقبل ذلك عمدنا إلى مراقبة دقيقة لكل ركاب الطائرات الوافدين، وحرصنا على عزل أي راكب يظهر لديه ارتفاع الحرارة وغيرها من الأعراض التنفسية وإخضاعه لفحص الكورونا”.
وتابع: “بعد أسبوع من ذلك الإجراء اتخذنا قرارا بإقفال المدارس والجامعات، وهو قرار كان مبكرا ولكنه من أجرأ وأنجح القرارات التي اتخذت في مواجهة كورونا”.
وأوضح الوزير إلى أن “قرار التعبئة العامة اتخذ فور ظهور بعض أماكن انتشار مجتمعية محدودة ومحصورة في بقعة جغرافية محددة، حيث قمنا بعزل بعض المناطق، وأجرينا مسحاً شاملاً لكل المخالطين”.
ولفت وزير الصحة اللبناني إلى أنه “بموازاة إجراءات التعبئة العامة، كان هناك ترقب وتتبع لأي حالة يتم الإبلاغ عنها من خلال مركز الاتصالات التابع لوزارة الصحة، وتعاملنا مع أي حالة تعاني من أعراض التهابية أو تنفسية باعتبارها حالة كورونا، وكانت وحدة الترصد الوبائي والطب الوقائي في وزارة الصحة تتابع أي نداء استغاثة أو نداء شبهة”.
وأضاف حسن أنه: “على أثر ذلك، كانت الحالات تسجل ضمن المستوى المقبول، وحين سجلت في بعض الأيام حالات، تم اتخاذ قرار بعزل بعض المناطق”، مشيراً إلى أن ذلك حصل جنباً إلى جنب مع إجراءات عودة المغتربين، بما تطلبته تلك العودة من تتبع دقيق على متن الطائرات، وفي الحجر المنزلي، بالإضافة إلى إجراء فحوصات الـPCR مباشرة في المطار.
ولفت حسن إلى أنه “نتيجة لتلك الإجراءات باتت الإصابات اليومية بفيروس كورونا تتراوح بين صفر واثنان، مع العلم بأننا نسجل إصابات جديدة بين الوافدين في المرحلة الثانية، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على وزارة الصحة، بجانب العبء المتمثل في فتح الحدود البرية مع سوريا”.
وعما إذا كان لبنان قد تجاوز الخطر بالفعل، قال وزير الصحة اللبناني إنه “وفق المعطيات العالمية، الكل يتحدث عن موجة ثانية، وما فعلناه في المرحلة الأولى هو أننا نجحنا في تسطيح المنحنى الوبائي، بما يمكننا من تجهيز مستشفياتنا الحكومية التي كانت محرومة من التجهيزات والاهتمام الحكومي نتيجة لتراكمات تعود إلى ثلاثين عاماً، بما يمكنها من التصدي للوباء”.
وأضاف: “كما سيطرت وزارة الصحة على المرحلة الأولى من الوباء، فإن وزارة الصحة تعمل جاهدة للحيلولة دون الوقوع في الموجة الثانية”، موضحاً “نحن نحاول كسب الوقت قدر المستطاع، حتى نصل إلى شهر أيلول بحيث نكون مستعدين لكل الاحتمالات، وربما يكون اللقاح قد تأمّن في هذا الوقت”.
وأشار إلى: “أننا نعمل بواقعية وحكمة وعلم ومعرفة وبدراية لكي نوازن بين إمكانياتنا وقدرتنا على استيعاب أي موجة ثانية”.