IMLebanon

اجتماع بعبدا أخفق ماليا وسياسيا!

اذا كان الهدف الأول الذي توخاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من الدعوة الى اجتماع بعبدا أمس، تأمين شبكة دعم وطني واسعة للخطة الاقتصادية التي أقرّتها الحكومة، فإنها بطبيعة الحال، لم تحقق غاياتها، بعد ان امتنع بعض المعارضة عن المشاركة، و”قصف” البعض الآخر الورقة من القصر مباشرة، وأرسل البعض الثالث ملاحظات قاسية على ما تضمنته، الى بعبدا. وللمفارقة، فإن بعض اهلها تنكّروا لها ايضا، فغاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عن اللقاء وانتقدها التيار الوطني الحر على لسان رئيسه النائب جبران باسيل.

أما البيان “الجميل” الذي خرج عن الاجتماع، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فبدا “خشبيا”، او نظريا، وحمل “دعما بديهيا” للخطة، صادرا عن القوى التي أقرّتها في الحكومة، وتبقى معرفة كم سيصمد هذا الدعم متى انتقل البرنامج، من ملعب مجلس الوزراء الى مشرحة مجلس النواب.

غير ان المصادر تقول ان في خلفيات الدعوة، كان رئيس الجمهورية في الواقع، يسعى الى تعويم العهد وتلميع صورته كـ”بي الكل” وحاضن للقوى كلّها، وكانت الحكومة بدورها، تحاول نزع “صبغة” اللون الواحدعنها. فبعد ان أدرك الطرفان (اي العهد والحكومة) ان ثوب 8 آذار الذي يلازمهما، ثقيل، ويصعّب عليهما مهمة التعاون مع المجتمع الدولي الذي يصعّد تدريجيا من وتيرة حربه على “حزب الله” بشقيه العسكري والسياسي، حاولا الانفتاح على الفريق الآخر في البلاد ومدّ اليد اليه، علّهما من خلال اللقاء “الوطني” في بعبدا، يقولان للخارج إن “السلطة في بيروت ليست في يد حزب الله وحكومته، بل ثمة حوار بين القوى السياسية كلّها وتشارك في اتخاذ القرارات الكبرى”.

غير ان هذا الهدف ايضا، لم يتحقق. فلولا مشاركة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في اللقاء، في “pass” ذهبية مرّرها للعهد، يُتوقّع – بحسب التجارب السابقة – الا تُقابل بمثلها، دائما وفق المصادر، لكان الاجتماع كرّس بما لا يرقى اليه شك، للرأيين العامين المحلي والدولي، حقيقة فئوية الحكم في لبنان ووقوعه كاملا، قلبا وقالبا، في خندق 8 آذار… ليصبح السؤال “كيف سيتلقّف المانحون، العرب والخليجيون والغربيون، وهم أكبر مموّلي صندوق النقد الدولي – طوق النجاة المفترض لحكومة دياب – مشهديةَ لبنان “المبتور”، التي ارتسمت امس في القصر.

ولتكتمل الصورة، تتابع المصادر، أتى غياب رئيس المردة ايضا ليؤكد ان ذهنية الاستئثار والكيديات، حاضرة ايضا داخل حكومة الفريق الواحد وبين الحلفاء المفترضين، الملقاة على عاتقهم اليوم، مهمّة انقاذ لبنان من الانهيار..

بعد سرد هذه المعطيات كلّها، تسأل المصادر، هل الاصرار على عقد اجتماع القصر “بمن حضر”، كان في مكانه؟ وهل عزّز ركائز الخطة الرسمية عشية التوجه الى صندوق النقد، وبيّض صفحة العهد والحكومة.. أم زادها اصفرارا؟