Site icon IMLebanon

هل تواجه إسرائيل “الحزب” في ظل كورونا؟

 

تصاعد التوتر في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، بين «حزب الله» وإسرائيل، رغم انشغال الجانبين بمواجهة الوباء، لكنهما يستعدان لمواصلة الصراع بعد التغلب عليه، حسب تقرير لمعهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب.

وأشار التقرير، أول من أمس، إلى استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية في منتصف أبريل الماضي، سيارة جيب تابعة لـ«حزب الله»، على الحدود السورية مع لبنان، من دون أن تصيبها، وسمحت لركابها بمغادرتها، وبعد ذلك تم تدميرها بصاروخ ثانٍ.

وحسب التحليلات الإسرائيلية، تعمدت إسرائيل عدم مقتل عناصر «حزب الله»، الذي رد بقص الشريط الحدودي بين لبنان وإسرائيل في ثلاث مواقع مختلفة، ليظهر قدرته على ضرب أهداف إسرائيلية، لكنه تعمد هو الآخر عدم استهداف إسرائيليين.

وأشار التقرير أيضاً، إلى أن «حزب الله»، يعمل على مواجهة «كورونا» في لبنان، لكنه «استغل ذلك في الأساس لتحسين مكانته وشرعيته لدى الجمهور كحامي لبنان، وتم التعبير عن سلم الأفضليات هذا من خلال خطابات الأمين العام حسن نصرالله، وبضمن ذلك خطابه (الاثنين الماضي)، الذي خصصه للأزمة الداخلية، في محاولة لإبراز دور الحزب الإيجابي وتفنيد الانتقادات الموجهة إليه من الداخل».

وحسب التقرير، فإن «حزب الله لم يتخل عن جهوده في الحصول على أسلحة متطورة وتعزيز بنيته العسكرية في سورية، خصوصاً تنمية أذرعه المحلية في هضبة الجولان (الجزء غير المحتل)، وهكذا تتواصل محاولات الحزب وإيران، لنقل أسلحة إستراتيجية، وبينها مُركبات لمشروع دقة الصواريخ، من إيران إلى سورية ومنها إلى لبنان، ولذلك يحرص حزب الله، مستغلاً تأثيره على المؤسسة السياسية اللبنانية، على أن يحتفظ لنفسه بإمكانية استخدام الممر البري من سورية إلى لبنان، وكذلك الرحلات الجوية إلى مطار بيروت».

ولفت التقرير إلى رسائل تحذيرية متبادلة بين الجانبين، حيث تتحدث إسرائيل عن قلقها من «تعاظم تموضع وجود حزب الله في هضبة الجولان»، فيما حذّر لبنان من استمرار خرق الطيران الإسرائيلي لأجوائه وهدد بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن.

كما حذر رئيس الحكومة حسان دياب من استمرار استهداف الطيران الإسرائيلي لمواقع في سورية عبر الأجواء اللبنانية.

وتطرق تقرير معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، إلى أسباب التوتر بين الحزب والدولة العبرية، والتي واصلت في ما يعرف بـ«المعركة بين حربين»، باستهداف مواقع في سورية، وحركة سلاحها الجوي في سماء لبنان «من أجل جمع معلومات استخبارية وإطلاق صواريخ في اتجاه الأراضي السورية»، ونشاطها على طول الحدود اللبنانية، ودخول قوات إلى «الحزام الأزرق»، على الحدود المشتركة.

ورغم ذلك، اعتبر التقرير أن «إصرار إسرائيل وحزب الله على الحفاظ على قواعد اللعبة بينهما يعكس تطلعهما لمنع التدهور إلى مواجهة واسعة… والحزب معني بترسيخ قواعد لعبة، قد يدفع بموجبها خطوة (عسكرية) برية رداً على هجوم إسرائيلي في سورية، يستهدف عناصره، أو بعد هجوم إسرائيلي في لبنان، خصوصاً في حال نشوب مواجهة واسعة».

ولفت إلى أن «سياسة حزب الله الحذرة والمدروسة تأثرت من الاعتبارات الداخلية، الاقتصادية والسياسية، وكذلك من ضغوط خارجية، مثل تعريفه في ألمانيا كتنظيم إرهابي».

ورأى أنه «في هذا الوضع، تزداد معضلة إسرائيل بالنسبة لأي عمل عسكري… هل من الصواب استغلال ضائقة الحزب والقيام بخطوة عسكرية… هجوم مضاد يلحق ضرراً كبيراً بقوة الحزب العسكرية، وبتموضعه في الجولان، وسعيه للأسلحة الدقيقة؟ وذلك من خلال تحمل مخاطر أن تؤدي خطوة كهذه إلى مواجهة واسعة، قد تكون نتائجها شديدة على كلا الجانبين».

وأوصى تقرير «معهد أبحاث الأمن القومي»، بأن «تستمر أنشطة المعركة بين حربين في سورية، خصوصاً من أجل إحباط التموضع في الجولان، وإلى جانب ذلك، دراسة شن عملية عسكرية في لبنان فقط في حال تبين أن حزب الله تجاوز فعلاً سقف تعظيم قوته، خصوصاً في مجال دقة الصواريخ، وبشكل من شأنه أن يشكل تهديداً كبيراً للغاية على الدولة العبرية».

في سياق آخر، يقوم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بزيارة سريعة لإسرائيل الأسبوع المقبل، يلتقي خلالها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس الكنيست بيني غانتس، في رحلته الخارجية الأولى منذ بدء أزمة «كورونا».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر ديبلوماسية، إن بومبيو سيبحث برنامج الحكومة الجديدة، ومخطط ضم مناطق في الضفة الغربية إلى «السيادة» الإسرائيلية بموجب «صفقة القرن»، بالإضافة إلى الوجود الإيراني في سورية.

ومساء الأربعاء، اتفق نتنياهو وغانتس، على حكومتهما، التي ستؤدي القسم الدستوري، الأربعاء المقبل، وعلى التناوب على رئاستها، وذلك لفترة قد تتجاوز أربع سنوات.

وجاء الاتفاق بعد أن قضت المحكمة العليا، بأن توجيه اتهامات بالفساد إلى نتنياهو لا يمنعه من التشكيل، وصادقت على اتفاقه مع غانتس.
ولفتت القناة 12 إلى أنهما يدرسان اقتراح تولي كل منهما رئاسة الحكومة لمدة 18 شهراً، يبدأها نتنياهو ثم غانتس.

تهديدات بقتل نتنياهو وابنه

قدّم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو شكوى للشرطة ضد ناشط يساري متطرف قام بتهديده وتهديد ابنه يائير بالقتل، مؤكداً أنه «يجب أخذ تلك التهديدات على محمل الجد».
وذكرت صحيفة «معاريف» أول من أمس، أن نتنياهو قدّم الدعوى ضد الناشط اليساري حايم شدمي الذي يمكث أمام منزل نتنياهو في القدس ضمن فعالية احتجاجية، حيث دعا الناشط إلى إلقاء زجاجات حارقة على مقر رئيس الحكومة.
وتم توثيق شدمي خلال التظاهرة وهو ينادي بشعارات تحريضية لقتل يائير نتنياهو وإحراق منزله.