تطرق الصحافي والكاتب الايطالي فرنشيسكو سيمبرني في حديث لـ “الوكالة الوطنية للاعلام”، الى عظمة دور أب الكنيسة الكاثوليكية في العالم البابا فرنسيس، مشيرا الى أن “البابا أتى من بعيد حيث الظلم والحرمان، جاء به القدر ليكون صوتا للمظلومين على وجه الأرض، وجد في الزمان والمكان المناسبين، في القارة العجوز، حيث فقدت القيادات الأوروبية موقعها وفشلت في اتخاذ القرارات الجريئة والصائبة”.
وقال: “الحبر الأعظم يخوض معركة، تخلى عنها من كان يجب أن يخوضها، يقف مع المزارعين الفقراء بعدما أصبحوا سلعة رخيصة للرأسمالية، لنظام الربح والجشع. هو يقف مع العمال بعدما أصبحت منظماتهم صورية وبيروقراطية وجزءا من النظام الرأسمالي تساوم على حقوقهم لقاء مكاسب شخصية”.
وأضاف: “هو يدافع عن الطبيعة بعدما أجهدها الأقوياء فيقول: إنني قلق من نفاق بعض الشخصيات السياسية التي تتحدث عن مواجهة الأزمة ومشكلة الجوع في العالم، ولكن في الوقت نفسه يصنعون الأسلحة ويستغلون البشر. انه رجل المكان والزمان، لا مثيل له، هو أشبه بالثوروي العظيم تشي غيفارا الذي كان ينتقل من مكان لأخر لنشر العدالة، إنه الثورة الحقيقية ضد الطغيان ومن أجل المساواة”.
واعتبر أن “هناك أزمة في قيادة هذا العالم. بريطانيا تعاني من ضياع كذلك فرنسا، إيطاليا، المانيا وجميع الدول الغربية، أنظر ماذا حدث غياب القادة التاريخيين غيب معه التضامن الأوروبي، وبدت أوروبا في صورة سوداوية في مواجهة كورونا، وبأحادية وطنية ضيقة، تظهر أن دول القارة وقفت لأسابيع من دون أن تتوصل لمواجهة مشتركة على المستوى السياسي ورغم الحاجة لتنسيق سياسي لمواجهة الجائحة، فقد ظهر الاتحاد الأوروبي مشتتا تغيب عنه الإستراتيجيات المسبقة”.
وختم سيمبرني: “لكل ذلك نجد قداسة الباب ينجح حيث يفشل الآخرون. ألا تستغرب أن يهتف العمال والفلاحون للبابا فرنسيس، وفي عصر انهيار القيادات السياسية والنقابية، تجده شامخا قويا يهتدي به البشر. ألا تستغرب عندما كانت القيادات السياسية منهارة في زمن الكورونا كان في قداس عيد الفصح، يحتفل بقيامة المسيح، وحيدا دون مصلين يعطيهم بركته ويطلب منهم الصمود، ويقول إن الظلمة والموت لن ينتصرا”.