IMLebanon

البابلية تُخضع المشتبه بهم للفحص وحالة طوارئ في البلدة

“فلت الوضع”، بات في حُكم المؤكّد أن أحداً لن يضبط إيقاع ما أحدثه “كورونا”، من يملك مفتاح حجر الناس؟ لا أحد. يدفع المجتمع ضريبة الفوضى وغياب حسّ المسؤولية. يرتفع عدّاد الإصابات مع تسارع الساعات. بعد البابلية تأتي الدوير التي تعيش خضّة، نتيجة اختلاط أحد المصابين من بلدة البابلية بعدد لا بأس به من أهاليها. يضع البعض ما وصل إليه الحال في خانة “أمر واقع”، وآخرون يرونه تراخياً.

وحده عدّاد “كورونا” يتكلم، 4 إصابات جديدة في منطقة النبطية و”الحبل عالجّرار”، مردّ ذلك إلى غياب خطة الطوارئ، وإلى تسليم خلايا الأزمة بالأمر الواقع، على قاعدة ” كورونا ما وصلت لعنا”، ما أدى إلى حال الفوضى، فكيف يبدو حال البابلية؟

حجرت البابلية نفسها، فالوقاية قنطار علاج. خضع المخالطون للمصاب لفحص pcr في مستوصف البلدة من قبل وزارة الصحة، على أن تُخضع أهلها لفحص عشوائي نهار الجمعة المقبل عبر جامعة LAU ومستشفى رزق، للوقوف على خريطة بيانية واضحة تُظهر مدى انتشار الوباء بين أهلها، والبناء على الشيء مقتضاه، وفق ما أكده رئيس البلدية الدكتور نضال حطيط الذي رأى “أن خطة البلدية تقوم على إقفال المقاهي والمتاجر، والملاعب الرياضية، والحدّ من تنقّل الناس إلا بما تقتضيه الضرورة”. لم يتردّد حطيط في إعلان حالة الطوارئ، فـ”للضرورة أحكامها”، ولا يُخفي أن “المصاب اختلط بعدد لا بأس به من رفاقه، وتنقّل بين أكثر من بلدة، غير أنه يؤكد بأن خلية الأزمة تعمل بكل طاقتها للحدّ من تفشّي الوباء، ويوجد مركز حجر صحّي مُجهّز، خصوصاً وأن عدداً كبيراً من أبنائها عاد من الإغتراب”.

أعلنت البلدية التشدّد في التجوال، حالة حذر تسود البلدة، محال مقفلة، بعضها شرّع أبوابه لتلبية احتياجات الزبائن ممّن خرجوا على عجل، أو اعتمدوا نظام “الدليفري”، لا يسع المرء إلا أن يشعر بالقلق بعد تفشّي الوباء، يرى البعض في الأمر كارثة فيما يضعها البعض الآخر في خانة اللامبالاة.

في نهاية المطاف، دخلت البابلية مرحلة جديدة في تاريخ مكافحة الوباء، فهي التي خسرت أحد أبنائها في دبي بسبب “كورونا”، وهي أيضاً التي تخوض معركة شرسة في مواجه العدو المجهول. أيقن الجميع بأن الحجر المنزلي خلاص البلدة، تجنّباً للأسوأ، فلا أحد يعلم ما الذي سيحصل، الكل يعيش على أعصابه، حتى صدور نتائج الفحوص.

14 يوماً، هي المهلة التي أعطتها البابلية لنفسها لتخرج من الخطر، يضع حطيط الطابة في ملعب الوعي، يعوّل على الخروج من المحنة بأقل المصابين، يأمل في أن يجري تطويق الوباء وأن يكون محصوراً بالمُصاب فقط، ولم ُيصب أحد من أبناء البلدة.

تقع البابلية عند تخوم أنصار والبيسارية والصرفند، ما دفع بالبيسارية والصرفند الى إعلان حالة الطوارئ، خصوصاً وأن كثيرين من أبناء البلدتين حضروا الى تلك المباراة الشهيرة، باتوا في حُكم الشبهة، ويُفترض بهم حجر أنفسهم. يؤكد طبيب قضاء النبطية الدكتور بشار شميساني على أهمية الوعي في هذه المرحلة، والتي يراها تتطلّب مزيداً من التشديد في الإجراءات.

يُرخي القلق بثقله على البلدة التي تعيش أسوأ أيامها، لم تُقفل البابلية حدودها مع جيرانها، أبقت خطوط الإمداد مفتوحة ضمن ضوابط وشروط تتولاها شرطة البلدية، فاللعب ممنوع بعد انفلاش الفيروس.

عند منعطف خطير، تقف بلدات النبطية والقرى الجنوبية، سقطت فرضية “برّ الأمان” دخلت مرحلة جديدة من الحذر، فالوضع “فلت” وبات خارج السيطرة، والكلّ يتطلّع الى السيناريو الأسوأ، بات في حُكم المؤكد بأن الكل عاجز عن ضبط إيقاع تفشّي الوباء، فمخالطات المصابين كثيرة، مُصاب البابلية اختلط بعدد من أبناء الدوير، أي أن العدد المشتبه به قد يكبر ككرة الثلج.

خسرت القرى فرصة الضربة القاضية بعد بقائها مُحصّنة لشهرين، حصّنت نفسها ما فيه الكفاية في مرحلة الحجر الأولى، قبل أن تملّ الناس وتخرج عن سكّة الإلتزام، فتصرّفت وكأن “كورونا ليست” في الأفق، الى أن وقع الفاس بالراس…