تهريب المحروقات وتحديدا مادة المازوت من لبنان الى سوريا عبر المعابر البرية الشرعية او غير الشرعية، يترك انعكاسا كبيرا على القطاع الزراعي لا سيما في البقاع، اذ اضافة الى ما يعانيه القطاع منذ سنوات واشتدت الازمة في الاشهر الاخيرة، فان فقدان المازوت يحول دون تأمين الكهرباء لتشغيل محطات الري.
الامر الذي دفع رئيس تجمع المزارعين والفلاحين في البقاع ابراهيم الترشيشي الى اطلاق صرخة عبر وكالة “أخبار اليوم”: اتخذوا الاجراءات الحازمة والحاسمة والسريعة!
وفي الاطار عينه، نوه الترشيشي بالخطوة التي قامت بها عناصر الجمارك في البقاع التي منعت صهاريج المازوت من إكمال طريقها نحو ضهر البيدر، قائلا: هذه خطوة تسجل للجمارك على الرغم من امكاناتها المحدودة مقابل كارتيل التهريب الشرس والمستقتل للدفاع عن مكاسبه وارباحه اليومية على حساب ابناء المنطقة وهم “على قدّ حالهم” لا سيما منهم المزارعين الذين يحتاجون الى المازوت المدعوم من اجل الري وتشغيل مولدات الكهرباء.
هكذا يتم التهريب
واضاف: على الرغم من اهمية ما قامت به الجمارك الا ان المطلوب كيف نعالج هذه المشكلة على المدى الطويل خصوصا وان هذا “الكارتيل” منظم وقوي وجشع، متوقعا ان يكون الصراع كبيرا على هذا المستوى. كاشفا ان شركات المحروقات تعتمد الاستنسابية في البيع فهناك من يحصل على 500 طن يوميا وآخر لا ينال الى مصروفه الاسبوعي. وهذا ما يندرج في خانة التواطؤ، موضحا ان هذه الشركات تسعى الى تأمين السيولة من خلال المهربين الذين يدفعون بالدولار الى الشركات، ليعمدوا في ما بعد الى بيع صفيحة المازوت بـ 11 الف ليرة لبنانية وصولا احيانا الى 20 الف، في حين ان السعر الرسمي محدد 9100 ل.ل…. وبالتالي عملية حسابية بسيطة تظهر الربح الهائل المحقق ضمن هذا الكارتيل.
احقاق الحق والعدل
وفي هذا الاطار، دعا الترشيشي السلطات المعنية الى العمل على احقاق الحق والعدل وبالتالي توزيع المحروقات الى المزارعين واصحاب المحطات والمولدات، مع العلم انه في هذه الفترة من كل سنة تنخفض الاسعار لان الطلب يكون منخفضا نظرا لعدم الحاجة الى استهلاك المازوت من اجل التدفئة.
كما شدد على ان الاجراءات المطلوبة لا تتوقف عند اجراءات آنية تتخذها الجمارك، بل يجب ان تكون طويلة الامد تتابع يوميا وتتم بالتنسيق مع الجيش وكافة الاجهزة الامنية المعنية.
واذ اقترح رفع الغرامات والعقوبات بحق المهربين، شدد الترشيشي على ان حرمان المزارعين من المازوت خط احمر، وكذلك ايضا مدّ اليدّ على كل سلعة مدعومة من الدولة من اجل تهريبها هو جريمة سرقة مباشرة.
حملة مستمرة
وردا على سؤال، طالب الترشيشي بتعزيز العناصر الجمركية وتقويتها واعطائها جرعة امان، والتنسيق بينها وبين الجيش وما سوى ذلك من اجهزة معنية من اجل محاربة آفة السرقة المنظمة والطويلة الامد، قائلا: على الدولة ان تضرب بيد من حديد، لافتا الى ان الخطة الاولى تبدأ بتحديد مسار واضح لكل صهريج من لحظة تحميل المواد الى لحظة التفريغ ومكانه، على ان يتم البيع مباشرة من الشركات الى اصحاب محطات المحروقات المعروفة والمحددة بالاسم والعنوان، الى جانب توزيع المحروقات على المناطق بعدل ووفق حاجتها.
وختم: لا يجوز ان نضعف وان تكون هذه الحملة ليوم او يومين فقط بل يجب ان تكون مستمرة وتترافق مع رقابة صارمة.