كتب أسامة القادري في صحيفة “نداء الوطن”:
بكثيرٍ من الانتقاد قرأ البقاعيون بيان رجل الأعمال بهاء الحريري، وسمعوا بالاسم مجدداً بعد طول غياب عن الساحة اللبنانية، منذ أن خاطب بهاء اللبنانيين أول مرة وآخرها بـ”يا قوم”، ليفسر البقاعيون عودته في بيان لتعويم حركة “المنتديات”، بمحاولة منه امتطاء صهوة الثورة وخطابها في مكافحة منظومة الفساد، معتمداً على الشارع “السني” ومنطلقاً من بعض مؤيدي “تيار المستقبل”، المعترضين على سياسة الرئيس سعد الحريري، أو بالأحرى غالبيتهم ممن كانوا يدورون في فلك اللواء اشرف ريفي بعد التسوية.
تشير أوساط تدور في فلك المحامي نبيل الحلبي في البقاع إلى ان “عمل حركة المنتديات يرتكز على المجموعات الشبابية العاطلة عن العمل والمنتقدة لـ”تيار المستقبل”، فيتم استقطابها لأن مشروع المنتديات خلق فرص العمل والانماء للمناطق الفقيرة بخاصة السنية”.
ويعتمد التواصل على الخطاب الاسلامي والتطرف السياسي في العداء لـ”حزب الله” وإيران. ففي البقاع لم يحرك الخطاب في البحر السني البقاعي شيئاً سوى أنه “جعجعة من دون طحين”.
ففي البقاع الغربي ما زال الشارع ذو الغالبية السنية منقسماً بين فريقين وازنين الأول “تيار المستقبل” والثاني “حزب الاتحاد” الذي يرأسه النائب عبد الرحيم مراد، أما حالة الحراك الثوري فلم تتطور الى أكثرية، فما زال يراوح الحراك بين مجموعات شبابية غير منظمة في فلك سياسي.
أما في البقاع الاوسط، وبحسب مصادر “نداء الوطن” فإن صانعي “المنتديات” يتخبطون بين قرارين: تكليف المعنيين بالتعبئة الحزبية لتنظيم الشباب بحركة توعوية سياسية أم مواجهة المعترضين على المنتديات. مما حدا ببعض المنضمين الى التهديد بوقف ناشطه. وبالتالي هذا التخبط يعكس ميدانياً أن مؤيدي بهاء في البقاع لم يصلوا لأن يشكلوا حالة بقاعية وازنة بين الفعاليات، حتى أن بعض مؤيديه يحاولون اثبات حضورهم من خلال اثارة النعرات، ما أحدث اشكالات بين ثوار تعلبايا وأدى الى تشابك بالايدي وحرق خيمة، على خلفية دفع اموال لبعض الناشطين لنصب خيم واقامة حلقات واجتماعات للمنتديات، وآخرها كان في بلدة بوارج وبعد ارتفاع حدة المناكفات بين الناشطين أنفسهم عمدوا الى حرق خيمة منتدى بوارج في جديتا.
وتقول مصادر مطلعة لـ”نداء الوطن” أن “التيار بدأ يشتد عصبه منذ بدأت مجموعة الحلبي تتحدث باسم بهاء الحريري”، وقال قيادي بقاعي: “نحن من مجتمع محافظ، تعلمنا بالعرف الاسري والعرف الديني أن الإخوة يشدون أزر بعضهم، ومن لا يقف مع أخيه في محنته لا يمكن ان يقف مع اهله في ازماتهم”. وتابع القيادي: “لنا انتقادات كثيرة على اداء تيار المستقبل إنما هذا لا يبرر التشرذم والانقسامات، لمصلحة التطرف الاسلامي الذي يشكله الحلبي، لن نستبدل سعد المعتدل بالحلبي لأن بهاء لن يعمل في السياسة انما يتحدثون باسمه وبماله للانقضاض على التيار”.
لا تخفي فعاليات البقاع امتعاضها من توقيت بروز اسم بهاء في ظل ما تعرض له مقام رئاسة الحكومة من قبل الأفرقاء الآخرين، ويقول القيادي: “ما يقوم به بهاء شحمة على فطيرة حزب الله وجماعته”، لأن آلية تعاطي “جماعة” بهاء بالشارع السني لا ترقى الى المستوى الذي لطالما عملنا على تحديثه”، ليستكمل: “نرحب ببهاء أن يكون في بيت الوسط، مساعداً في استقطاب من هم خارج التيار لا مساهماً في الشرخ”، ويتابع: “كيف نرحب ونقبل أن يكمل ما بدأه حزب الله وقوى 8 آذار في تقسيمه؟ ولا مبرر لبهاء أن يتحول الى منافس للرئيس الحريري ومحاربته كما يقوم بعض الوزراء السابقين اليوم وغيرهم حاولوا وما زالوا يحاولون الانقلاب على الحريرية السياسية والغرف من صحن المستقبل، وبالنتيجة يساهمون في تقسيم الشارع السني لغاية في نفس أنانيتهم، فيما المستفيد الأكبر من هذه المنافسة هو حزب الله والتيار الوطني الحر”. ليختم بسؤال: “هل أحد من هؤلاء استطاع ان يأتي بمناصر واحد من قوى 8 آذار، كلهم ساهموا في تقسيم وإضعاف تيار المستقبل؟”.