IMLebanon

مع تصاعد معدلات الفقر.. لبنان يواجه تهديدًا خطيرًا للاستقرار

وسط أزمة اقتصادية حادة وشح السيولة وغلاء الأسعار واختفاء الوظائف، يواجه لبنان أكبر تهديد للاستقرار منذ نهاية الحرب الأهلية في 1990، وسط مخاوف من انزلاق أكبر نحو العنف.

أعداد اللبنانيين الذين يشعرون باليأس إلى ارتفاع، وسط عجز حكومي عن التعامل مع الأزمة، والذي يمكن أن تراه بشكل كبير في طرابلس، في منطقة تعاني من الإهمال والتطرف والعنف، وتقترب أكثر لأن تصبح برميل بارود متفجر، وفق تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس الأميركية.

وحتى قبل الأزمة الحالية فإن سكان هذه المدينة يعتمدون على مداخيل محدودة جدا، فيما يجني أكثر من 60 في المئة منهم أقل من دولار واحد في اليوم، بحسب دراسة أعدتها الأستاذة الجامعية سهير غالي.

الأوضاع الاقتصادية تتجه نحو الأسوأ، حيث يقبع 45 في المئة تحت خط الفقر، وفقدت العملة 60 في المئة من قدرتها الشرائية، وارتفعت البطالة أكثر من 35 في المئة، وهي أرقام منافسة وبشدة للكساد الكبير.

الانقسامات بين القيادات الطائفية في لبنان تثبط أي محاولات لمعالجة الأزمة في البلاد، وأعلنت الحكومة عن برنامج إصلاحي قدمته لصندوق النقد لدولي، يتضمن تخفيضات في القطاع العام، المشغل الأكبر في لبنان، وهو ما سيؤدي بالنتيجة إلى نزاع بين الفصائل السياسية، حيث يحظى رئيس الوزراء السني بدعم محدود من “حزب الله”.

طرابلس كانت في طليعة الدول التي بدأت احتجاجات ضد فساد السلطة منذ تشرين الأول الماضي، وأطلق عليها المتظاهرون اسم “عروس المظاهرات”، وعادت الاحتجاجات إلى هذه المدينة أواخر الشهر الماضي وكانت أكثر غضبا وعنفا، واستهدفت فيها بعض البنوك، وقتل متظاهر في طرابلس في أواخر شهر إبريل عندما فض الجيش تظاهرة.

أستاذ تخطيط السياسيات في الجامعة الأميركية في بيروت ناصر ياسين، قال لأسوشيتد برس إن الخطر “يسير بشكل حلزوني في طرابلس وهو حقيقي جدا”.

وشهدت طرابلس بعض أسوأ أعمال العنف في لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية، وعادت لأسابيع في 2007، حيث اشتعلت الخلافات بين سكان المدينة من السنة وآخرين من العلويين.

الحرب في سوريا، التي دخلت عامها العاشر، جردت طرابلس من علاقتها التجارية القوية مع سوريا، والتي كانت مصدرا للدخل وشريانا للحياة، فيما تحتضن المدينة الآن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.

السكان يشعرون بالمرارة بسبب الوعود التي لا تتحقق من قبل السياسيين السنة الذين يتنافسون على دعمهم، فتطوير ميناء طرابلس لم يتم، وأرض المعارض التجارية ما زالت مهجورة، ومشروع سوق الحرف اليدوية يعاني بشدة.

أعداد الفقراء في هذه المنطقة يرتفع يوما بعد يوم، وإذا تجولت بين الأحياء لن تجد أحدا يسير في الشارع وهو يرتدي كمامة أو قفازات واقية، فهي تعد رفاهية لا يستطيعون الإنفاق عليها.