IMLebanon

“عشاق 8 آذار”… كل رفيق بطريق!

فعلها سليمان فرنجية. اطلق رصاصة الرحمة على علاقته بالعهد وما تبقى من هيكل التضامن الحكومي المتصدّع اصلا بفعل التباينات والخلافات بين المكونات السياسية لـ”مواجهة التحديات”. لم يعد ثمة ما يجمع فريق 8 اذار الذي التقى على تشكيل الحكومة وافترق عند اول منعطف. صحيح ان الخلافات بين رئيسي تياري المردة سليمان فرنجية والوطني الحر جبران باسيل ليست مستجدة، فالكيمياء المنعدمة بين الرجلين قديمة تمتد جذورها الى ما قبل الصراع الرئاسي بين فرنجية والرئيس ميشال عون، وهما قلّما التقيا في الملفات والقضايا التكتية، الا ان شعرة معاوية لطالما بقيت ضمن اطار التحالف الاستراتيجي تحت عباءة حزب الله والمشروع المناهض للمحور الغربي، وقد نجح الحزب مرارا في ازالة الالغام من طريق الحلف، لكن الصحيح ايضا ان فرنجية قرر على ما يبدو كسر الجرة واعلان الحرب على ابواب نحو عامين ونيف من الانتخابات الرئاسية التي تفترض تحضير عدة العمل في الداخل والخارج ونبش كل “سيئات” و”اقترافات” المنافسين، وباسيل في المقدمة.

واذا كان باسيل افتتح الموسم بنبش ملف الفيول المغشوش لمحاولة حرق ورقة فرنجية الذي يتردد ان حظوظه عالية على الضفة الروسية، فإن رئيس المردة الذي لم يبلع “ترئيس” حزب الله للعماد عون على حسابه وحرمانه الفرصة التاريخية، ليس في وارد التراجع هذه المرة ولو كلفه هجومه هذا فرط الحلف الاستراتيجي. الرجل، كما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية” بات اقرب في مجمل مواقفه المتصلة بشؤون الداخل الى توجهات من كانوا يشكلون فريق 14 اذار، حتى ان بعض من تابعوا مؤتمره الصحافي امس اعتقدوا لوهلة ان المؤتمر لمسؤول قواتي، على حد تعبيرهم.

وتشير المصادر الى ان حكومة حزب الله وعوض ان تشكل جسدا واحدا متلاحما باتت مفككة الاعضاء الى درجة ان كل عضو فيها يتحرك على هواه من دون أمر عمليات مركزي. فالى فرنجية المشاكس والتيار الوطني الحر نفسه الذي سجل ملاحظات على الخطة الحكومية التي اقرتها الحكومة المُشارك فيها بفاعلية، لا يمكن اغفال دور الرئيس نبيه بري المعارض المزمن في حكومة مواجهة التحديات.

ذلك انه، وفي غض النظر عن معارضته للعهد برمته وهو الذي امتنع عن انتخاب العماد عون رئيسا، لا ينفك يمرر مناسبة او ملفا الا ويثبت معارضته المطلقة ورفضه النهج الحكومي، واقترابه رويدا رويدا من المغردين خارج السرب الحكومي وتحديدا مكونات 14 اذار سابقا، وهو الذي كان يتمسك حتى اللحظات الاخيرة بالرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وهو ايضا وايضا من هاتف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مهنئا بالفصح قبل ان يقدم التهنئة للرئيس عون ومن يُبقي خطوطه مفتوحة دائما وابدا مع الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط، ويقف في ضفة فرنجية على الدوام.

فهل ان حكومة الرئيس حسّان دياب التي كان يُفترض ان توحّد ضفة 8 اذار بكل مكوناتها لتنفيذ مشروع لبنان الذي تريد ستشكل طريق الانشقاق الرئيسي لفرط عقدها؟ وهل تخرج القوى التي طالما كانت تحت جناح حزب الله من عباءته وتلقى المصير الذي بلغته قوى 14 اذار؟