أكد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن “قناعاتنا بخصوص صندوق النقد الدولي معروفة لكن لا نريد تعقيد الأمور على الحكومة”، قائلًا: “فلتكن المفاوضات ولنر ما سيحدث”.
وأضاف، في كلمة في الذكرى السنوية الرابعة لمقتل القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين: “لا نعرف إلى أين سنذهب مع صندوق النقد، لكن لا يمكننا أن ننتظر مساعدات من الدول العربية والغربية في أوضاع كهذه”، مشددًا على أن “ترتيب الوضع مع سوريا يمكن أن يفتح أبوابًا اقتصادية مهمة جدًا على لبنان”.
واعتبر أن “إذا كان هناك من يعيش أملًا ووهمًا في لبنان أن الوضع في سوريا سيتغيّر وأن النظام سيسقط فهذه أوهام وتأخير ترتيب العلاقات مع دمشق فيه خسارة للبنان”.
وقال: “لا يجوز أن نعيش على أمل الحصول على مساعدات خارجية، بل يجب أن نبذل الجهد في الداخل من خلال إعادة إحياء القطاعين الزراعي والصناعي، إذ إن في لبنان طاقات بشرية كبيرة وعباقرة، وهذا الإنتاج الزراعي والصناعي يجب أن تؤمّن له أسواق عربية طريقها الحصري سوريا”.
وشدد على أن “سوريا اليوم حاجة لبنانية وحاجة اقتصادية”، مشيرًا إلى أن “هذا التفاهم والتواصل يفتح أبوابًا، وإن كان هناك التباس في سعر الدولار والتهريب وغيره فيمكن أن يعالج من خلال حوار وتواصل”، داعيًا إلى “المسارعة لأنه لم يعد هناك وقت”.
وفي موضوع المعابر غير الشرعية، رأى نصرالله أن “لبنان لا يمكنه لوحده معالجة هذا الملف، وفي كل دول العالم يتم هذا الأمر بالتعاون بين الدولتين والجيشين على طرفي الحدود، وهذا الأمر طريقه التعاون الثنائي مع سوريا”.
وتابع: “إذا انتشر الجيش اللبناني على كل الحدود السورية لا يمكنه أن يمنع التهريب لأن قرانا وعائلاتنا متداخلة، هذا الأمر طريقه الوحيد هو التعاون بين جيشين وحكومتين وأمنين بين لبنان وسوريا”.
ونبّه نصرالله إلى أن “الحديث من الآن عن قوات أمم متحدة على الحدود اللبنانية – السورية هو حديث عن تحقيق أحد أهداف حرب تموز والعدوان الإسرائيلي الأميركي آنذاك على لبنان والذي فشلت هذه الحرب في تحقيقه، وهو أمر لا يمكن أن نقبل به على الإطلاق”، مؤكدًا أن “إخراج المستشارين الإيرانيين وفصائل المقاومة و”حزب الله” من سوريا هدف لن يتحقق”.
وفي شأن فيروس “كورونا”، قال نصرالله: معركة “كورونا” طويلة، والممرضون والممرضات يحتاجون إلى كل دعم وتقدير لأن المعركة تتوقف على علم وخبرة وصلابة ومواجهة الطواقم الطبية وثباتها في الخطوط الأمامية وعدم انسحابها وانهيارها كما هو الحال في المعارك العسكرية”.
ودعا اللبنانيين إلى “الالتزام بالإجراءات الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا”، معتبرًا أن “كي نحافط على كلّ ما أنجزناه يجب أن نعود إلى أعلى جدية في الحرب على الفيروس”.
وكان نصرالله استهل كلمته في الحديث عن سوريا قائلًا: “المشكلة في سوريا لم تكن مشكلة شخص أو تركيبة نظام أو دستور إنما المشكلة أن سوريا كانت خارج نظام السيطرة والهيمنة الأميركية والإسرائيلية على المنطقة”، مشددًا على أن “لم يكن لديهم مانع أن يستمر الأسد في رئاسة سوريا لو أنه قبل بتبديل هويته وموقعه”.
وأضاف: “كنا نعرف أن ذهابنا الى سوريا سيؤدي إلى سقوط ضحايا وسيكون له تداعيات كثيرة وهناك من سيرفع الصوت ويشوّه صورة المقاومة في العالم العربي والإسلامي وهناك من سيستغل ذهابنا للتحريض المذهبي والطائفي لكننا كنا ندرك أيضًا أن التهديدات أكبر بكثير من التضحيات والخسائر ولذلك ذهبنا”.
ورأى أن “اليوم يمكننا أن نقول إن سوريا انتصرت في الحرب ولا يزال لديها بعض المعارك”، مشيرًا إلى أن “سوريا لا تزال تواجه الضغوط السياسية التي فشلت في تحقيق أي من أهدافها”.
وأكد أن “إيران لا تخوض معركة نفوذ في سوريا لا مع روسيا أو غيرها وموقفها هو منع سقوط سوريا في هيمنة أميركا وإسرائيل”، معتبرًا أن “الكيان الصهيوني مرعوب من التطورات في سوريا ما قد يأخذه إلى مغامرات غير محسوبة”.