تعاني العلاقة بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” من مدّ وجزر منذ توقيع اتفاق معراب في كانون الثاني 2016 طوى خلاله الحزبان المسيحيان عقدين من الصراعات السياسية والعسكرية وتوّج بتأييد رئيس “القوات” سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. امس الاول حصلت حادثة في البترون هي الاولى على مستوى الشارع، حيث تعرض عدد من الشبان بينهم منتمون إلى حزب القوات اللبنانية الى اعتداء بالضرب والاحتجاز في مركز التيار الوطني الحر، كما اعلن النائب فادي سعد، فكيف ينظر الطرفان الى العلاقة، بعد عودة التوتر الميداني الذي احتوته الاجهزة الامنية؟
كرم: عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم قال لـ”المركزية”: “لا نؤمن بهذه المواجهات التي تحصل على الارض ونفضّل دائماً، بما اننا نؤمن بالجمهورية والمؤسسات، ان تُعالَج اي مخالفات من ضمن مؤسسات الدولة اللبنانية وأجهزتها، وكان من الخطأ ان يتعدّى اي فريق او مواطن على مواطن آخر”، معتبراً “أن كل انواع التعديات ممنوعة، ودور الاجهزة الامنية والقضائية معالجة المشاكل مع بعضنا البعض، ومن المفترض إحالة اي مخالفة للقانون الى القضاء، فلا يحاسِب او يتعدى مواطن على آخر”.
ولفت الى “ان “القوات” مع التهدئة اكان مع “الوطني الحرّ” او اي فريق آخر، ويلجأ دائما الى الدولة والقوانين لمعالجة المشاكل التي من الممكن ان تحدث بين المواطنين”، لافتاً الى “ان في السياسة من حق كل فريق اتخاذ الموقف الذي يريد”، موضحاً “أن العلاقة مقطوعة بين “القوات” و”التيار” حالياً في السياسة، وهناك انفصال كامل على صعيد القيادة، اما على صعيد القواعد فموجودة، لكن هذا لا يعني الذهاب الى التوترات على الارض، بل على المواطن اللبناني ان يعتاد على ان الخلاف السياسي والتباين والانقطاع السياسي بين فريقين لا يعني العداء او العودة الى زمن لا نريده ابدا وكان مكلفا لكل شرائح الشعب اللبناني”.
أضاف: “نسعى دائما الى التهدئة وندعو مناصرينا ومناصري الافرقاء الآخرين الى التعاطي مع بعضهم البعض بأخلاقية واحترام ونقاش وقبول الاخر.
خريش: من جهتها، دعت نائبة رئيس التيار الوطني الحر للشؤون السياسية مي خريش “إلى عدم إعطاء الحادثة اكثر من حجمها” لافتة الى “انها امور تحدث وليس لها اي اهداف او ابعاد، ولم تكن مقصودة وليس من نيات مبيّتة اذ حصلت بين شبان متحمسين، خاصة بعد هذا الحجر والعالم محتقنة ومتوترة في ظل ازمة معيشية و”كورونا”.
وعن العلاقة بين التيار والقوات اعتبرت خريش انها “عادية”، لافتة إلى “أن “التيار” مع التقارب مع كل الاطراف السياسية من اجل معالجة الملفات اكانت مالية او اقتصادية او فساد، ويدنا ممدودة للجميع”، مشددة على “أن في المجلس النيابي يكون في بعض الاحيان تقارب بين الكتل، وهذا امر طبيعي”.
وتابعت: “لا علاقة مباشرة بين “التيار” و”القوات” حاليا هي مقطوعة على مستوى رؤساء الاحزاب، ولكن في المقابل ليست هناك قطيعة، فقد تجمعنا ملفات معينة. “القوات” اتخذت خط المعارضة ونحن نحترم موقفهم”، موضحة “أن تفاهم معراب اذا فشل في السياسة، لكنه صامد على صعيد القاعدة مهما حاول البعض القول عكس ذلك”، جازمة “أن العودة الى الوراء غير موجودة في قاموسنا ولا مطروحة.