ربطت أوساط سياسية لبنانية بين قرار المدعي العام المالي علي إبراهيم القاضي بتوقيف مازن حمدان مدير العمليات المالية في مصرف لبنان (البنك المركزي) من جهة، وبين الضغوط التي يمارسها حزب الله على حاكم المصرف رياض سلامة من جهة أخرى.
وكشفت هذه الأوساط أن حمدان، الذي يعتبر أحد المساعدين الأساسيين لرياض سلامة، ينفذ تعليمات للحاكم بجعل كلّ الدولارات التي تحوّل من خارج لبنان تنتهي في البنك المركزي بدل بقائها في السوق.
وذكرت في هذا المجال أنّ ذلك أغضب حزب الله الذي كان يجمع الدولارات الأميركية من السوق ويرسلها إلى سوريا حيث يعاني النظام فيها من أزمة مالية حقيقية وعميقة جعلت الدولار يرتفع إلى نحو 1580 ليرة سورية في مقابل هبوط الليرة يوم الخميس الماضي عشية بدء العطلة الأسبوعية.
ومعروف أن الدولار كان يساوي ألف ليرة سورية مطلع هذه السنة.
ولاحظت الأوساط أن رفض سلامة أي وساطات تستهدف رفع الحظر عن إجبار بيوت الصيرفة الكبيرة على تسليم كل دولار تحصل عليه إلى مصرف لبنان ودفع قيمة الحوالات بالعملة اللبنانية بسعر السوق، أثار غضبا شديدا لدى حزب الله.
واعتبر الحزب أن سحب الدولارات من السوق اللبنانية لا يستهدفه فحسب، بل هو جزء من الضغوط الأميركية على النظام السوري في وقت لم تعد فيه إيران قادرة على أن توفّر له أي عملات صعبة.
وكان لافتا الجمعة قرار لمصرف لبنان ردّ فيه على توقيف مازن حمدان برفع السرّية المصرفية عن حسابات كبار الصرّافين اللبنانيين وذلك في إطار ضغوط مضادة قرّر ممارستها على حزب الله الذي سعى قبل شهر إلى التخلّص من حاكم مصرف لبنان، لكنّه فشل في ذلك. وترافق ذلك مع اجتماع عقده موظفو مصرف لبنان الذين هددوا بالإضراب العام في حال استمرّ توقيف مازن حمدان.
ويذكر أن من بين الأسباب التي جعلت الحزب يتراجع عن موقفه من رياض سلامة، تلويح السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شاي لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بإمكان فرض عقوبات أميركية على شخصيات معيّنة محسوبة على رئيس الجمهورية ميشال عون (والد زوجة جبران باسيل) في حال المسّ برياض سلامة وإزاحته من موقعه.
تحركات حزب الله على حساب اللبنانيين
وقال سياسي لبناني وقتذاك إن باسيل تدخّل لدى حليفه حزب الله كي يوقف حملته على حاكم مصرف لبنان. كذلك، أدّت ضغوط أميركية وأوروبية إلى منع تعيين أربعة نواب لحاكم مصرف لبنان بدل الأربعة الذين انتهت مدة وجودهم في مواقعهم.
وذكر هذا السياسي اللبناني أن التدخليْن الأميركي والأوروبي أدّيا إلى إرجاء التعيينات التي كان حزب الله يستهدف من خلالها الانتهاء من رياض سلامة وتعيين مؤيد للتيار الوطني الحر مكانه وإحاطته بنواب للحاكم من الذين يعتبرون من مؤيدي الحزب.
وانشغل اللبنانيون الجمعة بزيارة زوجة رئيس مجلس الوزراء حسان دياب، السيدة نوار المولوي دياب، إلى وزارة الإعلام في سابقة تاريخية لم تقم بها في يوم من الأيّام أي زوجة أخرى لرئيس من رؤساء الحكومة اللبنانية.
وقامت نوار دياب، في ما اعتبره سياسيون لبنانيون بمثابة “فضيحة”، بزيارة إلى إدارة رسمية هي وزارة الإعلام وبحثت مع العاملين فيها في كيفية تطويرها، كما أدلت بآراء سياسية واقتصادية على الرغم من أنّها لا تتبوّأ موقعًا رسميّا، ولا تتولى مهمة رسمية.
وكانت زيارتها للوزارة محل تساؤل واستغراب نظرا إلى أنّها قالت صراحة إنّها تريد تفقد “سير العمل” في الوزارة. وعادة، لا تقوم زوجات الرؤساء الثلاثة في لبنان بأيّ تحرك ذي طابع رسمي.
وكان من بين أبرز ما قالته زوجة رئيس الحكومة اللبنانية دعوة النساء اللبنانيات إلى العمل في المنازل بدل الخادمات الأجنبيات كي تبقى العملات الصعبة في البلد. كذلك، دعت الشبان اللبنانيين إلى العمل كنواطير بنايات وفي محطات تعبئة الوقود للغرض نفسه!