لا يكاد “التيار الوطني الحر” يقلب صفحة مطبوعة بالمواجهة السياسية مع أحد أطراف الداخل أو الخارج حتى يجد نفسه عالقا مجددا في وحول كباشات تضعه في الواجهة وفي موقع تصفية الحسابات مع الجميع. ذلك أن بعيد “القصف السياسي العنيف من بنشعي في اتجاه ميرنا الشالوحي على لسان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي ذهب إلى حد إعلان الحرب المفتوحة على التيار ورئيسه جبران باسيل، تعمد الأخير اعتماد أسلوب الرد الهادئ على فرنجية وسواه ممن انتقلوا من موقع “حلفاء الأمس” إلى خانة “خصوم اليوم”، كالقوات اللبنانية وتيار المستقبل والمردة بطبيعة الحال”.
وفي جديد حلقات هذا المسلسل الذي يكاد يتحول إلى “فيلم أميركي طويل”، فتح زعيم تيار المستقبل سعد الحريري النار مجددا على التيار ورئيسه وهذه المرة من بوابة سيدر وقراراته وإصلاحاته التي لم تنفذ، ملمحا إلى نوع من “الكيدية السياسية” في حقه.
لكن، أمام هجوم الحريري المتجدد، يبدو التيار حريصا على تصوير نفسه في موقع من اعتاد هذا النوع من القنص السياسي في اتجاهه، خصوصا متى كان يمسك بزمام الحكم في ظل عهد “قوي”. تبعا لذلك، تكتفي مصادر في تكتل لبنان القوي عبر “المركزية” بطرح تساؤل عن الأسباب التي منعت الحريري من وضع خطة النهوض التي اعدتها شركة ماكينزي على جدول أعمال مجلس الوزراء لدراستها ووضعها على سكة التنفيذ، مذكرة بأن حكومة الرئيس حسان دياب بلغت اليوم تحديدا عتبة المئة يوم، ما يعني أن لا يجوز تحميلها وحيدة مسؤولية الأخطاء السابقة، مع العلم أن رؤساء حكومات المرحلة السابقة كانوا يدورون في فلك محدد يعرفه القاصي والداني.
وقبل ساعات من كلام الحريري، حضر الكباش حول معمل سلعاتا الكهربائي مجددا إلى صدارة المشهد، بعدما انتهى التصويت في مجلس الوزراء إلى غير ما يشتهيه التيار الوطني الحر، لجهة إنطلاق العمل بمعمل سلعاتا. لكن وزير الطاقة ريمون غجر جدد تأكيد الموقف المعروف: لا يمكن تأمين الكهرباء على مدار الساعة بمعملين فقط، في إشارة متجددة إلى ضرورة دوران عجلة العمل في سلعاتا البترونية قريبا، خصوصا أن فضيحة الفيول المغشوش لا تزال تهز الكيان الفضائي والسياسي اللبناني منذ أسابيع.
وفي وقت تحدثت بعض المعلومات عن امتعاض دياب إزاء الاصرار على معمل سلعاتا، اكتفت مصادر لبنان القوي بالتأكيد “أننا لا نضغط على دياب ولا نجري حسابات انتخابية مبكرة. كل ما في الأمر اننا نريد تأمين الكهرباء على مدار الساعة، وندعو من يستطيع تحقيق هذا الهدف بمعملين فقط إلى إعلان خطته علنا نقتنع بها”، متهمة “من لا يريدون الكهرباء على مدار الساعة بعرقلة هذا الملف”.