كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
في ظلّ الظروف الإقتصادية الرديئة جداً التي تُهيمن على لبنان، قد يميل العديد من الأشخاص إلى البحث عن أيّ طعام يشترونه غير آبهين لقيمته الغذائية. لكن في الواقع، يمكن الاستمرار في تناول المأكولات الصحّية من دون إنفاق الكثير من الأموال!
صحيحٌ أنّ القدرة الشرائية عند اللبنانيين انخفضت كثيراً وهم حالياً يكافحون من أجل الاستمرار، غير أنّ اختصاصية التغذية، عبير أبو رجيلي، كشفت لـ»الجمهورية» باقة من الخطوات «الذكية» التي تسمح بالحفاظ على نظام غذائي صحّي بأقلّ كلفة ممكنة:
– قبل التوجّه إلى السوبر ماركت، من المهمّ جداً كخطوة أولى معرفة الأغراض الأساسية التي تنقصكم تفادياً لشراء مأكولات لا تحتاجون إليها، وتدوينها بعد تحضير لائحة بالأطباق التي تريدون طبخها طيلة أيام الأسبوع، مع الحرص على شراء الكمية الملائمة بِلا مبالغة.
– يجب عدم الذهاب إلى المتجر الغذائي على معدة فارغة. فقد أثبتت الأبحاث العلمية أنّ التسوّق أثناء الشعور بالجوع يدفع إلى إنفاق أموال أكثر، خصوصاً على المأكولات غير الصحّية التي تكون مليئة بالسكّريات والدهون.
– من المهمّ خفض الصرف على الكماليات، كالمشروبات الغازية والتشيبس، وجعل عربة التسوّق تحتوي على أشياء أساسية فعلاً.
– ليس بالضرورة أن تكون العلامات التجارية البَخسة سيّئة النوعية. بل على العكس من ذلك، فإنّ منتجات كثيرة منخفضة الكلفة نسبياً تكون في الوقت ذاته مفيدة غذائياً. لذلك وأثناء التسوّق، يجب مقارنة المنتجات ببضعها لناحية الأسعار وأيضاً الملصقات الغذائية. إشارة إلى أنّ الدراسات وجدت أنّ شراء العلامات التجارية الأقلّ كلفة يمكن أن يخفّض نحو 30 في المئة من فاتورة التسوّق.
– يجب عدم الطبخ بكميات مبالغة تفادياً لرمي الطعام. ولا بدّ من لفت الانتباه هنا إلى وجود طرق عدة يمكن الاستعانة بها لعدم التخلّص من الأكل. فمثلاً، يمكن الإفادة من بقايا الطعام لتحضير طبخة أخرى في اليوم التالي. فإذا حضّرتم اليوم البيض مع البطاطا، يمكنكم في اليوم التالي الإفادة مما تبقّى من البطاطا لتحضير كبّة بطاطا أو السوفليه. من جهة أخرى، يمكنكم غذائياً الاستمرار في تناول فضلات الطعام لنحو 3 أيام، مع الاكتفاء بتسخين الكمية التي تستهلكونها وليس الطنجرة بأكملها. أمّا في حال عدم الرغبة بتناولها في اليوم التالي، فيمكنكم وضع ما تبقى في الثلّاجة لاستهلاكه لاحقاً.
– من المعلوم أنّ اللحوم والدواجن والسمك هي أغلى المأكولات، لذلك يمكن الاعتماد أكثر على الوجبات النباتية، والاكتفاء بالمصادر الحيوانية مرّة أسبوعياً لتخفيف الكلفة. يُنصح بالتركيز على البقوليات مثل الفول، والعدس، والبازلاء، والفاصولياء التي تكون أقلّ كلفة من اللحوم. ولاستمداد البروتينات الكاملة منها، يجب طبخها مع الأرزّ الأسمر. هذه المأكولات مغذية جداً، وتحتوي على الألياف والفيتامينات والمعادن، وبالتالي ليس من الخطأ استبدال اللحوم بها في ظلّ الأوضاع الإقتصادية الراهنة حفاظاً على الصحّة والمناعة.
– لا شكّ في أنّ الخبز هو من أكثر الأطعمة استهلاكاً، ولتفادي رمي بقاياه يمكن تحميصها، وبالتالي الحفاظ عليها لفترة زمنية أطول. كذلك من المفضّل وضعه في البراد لإطالة جودته، وما هو أمثل تخزينه في الثلّاجة.
– بما أنّ الأولاد في عمرٍ معيّن يمكنهم تناول الطعام ذاته الذي يحصل عليه الكبار، يجب إذاً تشجيعهم على استهلاك الطبخ المنزلي بدلاً من الوجبات السريعة والـ»Delivery»، وتعليمهم فوائد الأطباق الصحّية.
– يجب عدم التردّد في زراعة الخضار والفاكهة في المنزل إذا أمكن للاستمرار في تناولها بأقلّ كلفة. كذلك الأمر في حال إمكانية تربية الحيوانات، كالدواجن للإفادة من البيض. ولا بدّ أيضاً من تكثيف التركيز على تحضير المونة في المنزل، كالمربّى والكبيس، بما أنّ كلفتها ستكون حتماً أقلّ من ثمن شرائها من المتاجر.
وختاماً، شدّدت أبو رجيلي على أنّ «النظام الغذائي أساسي جداً ليس فقط لخسارة الوزن إنما الأهمّ للحفاظ على الصحّة التي، عندما تكون بخير، يكون الشخص منتجاً أكثر في مجتمعه ويتسلّح بمناعة أقوى ضدّ الأمراض والفيروسات. لذلك يجب عدم التوجّه إلى الأطعمة الفارغة غذائياً، إنما الالتزام بهذه التدابير الذكية المذكورة للاستمرار في تناول المواد الصحّية بأقلّ كلفة ممكنة».