كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
لا تزال نتائج الفحوصات التي أجراها مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (الروم) في بلدة جديدة القيطع العكارية، وأظهرت وجود 17 حالة إيجابية، مدار أخذٍ وردّ وجدلٍ واسع، بعدما أدّت هذه النتائج إلى عزل البلدة، بقرارٍ صادر عن محافظ عكار عماد اللبكي.
ففي حين يصرّ المستشفى على أن نتائجه سليمة وصحيحة ولا تقبل أي شكّ، بحسب بيانٍ أصدره عقب انتشار فحوصات أخرى من مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، أصدر مستشفى حلبا الحكومي بياناً، بعد إعادة فحص الحالات الـ 17 ذاتها، أشار إلى أن نتائج 3 منها فقط إيجابية، وأنه أرسل هذه الفحوصات إلى مختبر مستشفى الحريري وتأكّد منها.
في هذه الأثناء، دفع العزل المفروض على جديدة القيطع من جهة، ونظرة القرى والبلدات الأخرى للبلدة على أنها منطقة موبوءة من جهة ثانية، بالبلدية والفاعليات فيها إلى التحرّك على خط الأزمة. وقد عُيّنت نقطة أمنية على مدخل البلدة، وتوقّفت حركة الزيارات منها وإليها، وحُرم عدد من أبنائها من وظائفهم.
وبعد ظهر أمس، قام رئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع أحمد المير، وهو الإتحاد الذي تنضمّ إليه بلدية جديدة القيطع، بزيارة تضامن مع جديدة القيطع وأهلها وفاعلياتها، إثر أزمة كورونا واللغط الحاصل حول النتائج التي أعلنت فيها.
وعقد المير ونائب رئيس البلدية الشيخ مصطفى الجعم مؤتمراً صحافياً مشتركاً، بحضور رؤساء بلديات وناشطين وخليّة الأزمة في البلدة.
وقال المير: “نحن موجودون في جديدة القيطع اليوم متضامنين معكم، الهلع مؤذ أكثر من الإصابة. هناك مصادر تُصرّ على أن تحاليلها هي السليمة بعدما صدر العكس. من هذا المنطلق، نحن هنا للإضاءة على أن الخطأ مؤذٍ حيث أصبحت جديدة القيطع في نظر البعض موبوءة”.
أضاف: “نترك للبلدية ولخلية الأزمة معالجة هذه الأمور، لكنّ البلدة بحاجة إلى دعم من الحكومة والمسؤولين، فكيف نحجر الناس ولا نقوم بواجباتنا تجاههم؟”.
وختم: “من هنا، من جديدة القيطع، أقول لكل أهاليها نحن معكم وإلى جانبكم ولا يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا، والاتحاد معكم وكل البلديات إلى جانبكم ولتقُم الدولة بواجباتها تجاهكم”.
من جهته، قال الشيخ مصطفى الجعم: “إن أزمة فيروس “كورونا” كشفت الألفة والمحبة بين الجميع وكانت بلدتنا خير مثال”. وعدّد ما قامت به خلية الأزمة في البلدة لمواجهة الأوضاع.
وأضاف: “لقد أجرى مستشفى الروم فحوصات واعتبرت 17 حالة إيجابية، وعليه، تم عزل البلدة وطُرد عدد من الموظفين لأنهم من قريتنا. تمّت إعادة الفحص من قبل مستشفى عبدالله الراسي الحكومي وأتت فقط 3 حالات إيجابية. لذلك نطالب بتحقيق في هذا الموضوع، فمن يعوّض علينا وعلى الموظفين؟ ومن يعوّض كلّ هذا التشهير بنا؟ وختم بشكر”كل من ساعدنا وساهم معنا ووقف إلى جانبنا”.
واتّصل المير من جديدة القيطع بمحافظ عكار عماد اللبكي لبحث قضية البلدة وأهلها وضرورة تخفيف الإجراءات المتخذة بناءً على المعطيات المستجدة. فوعده اللبكي بطرح الموضوع مع وزير الداخلية واتخاذ القرار المناسب في شأنه.
وجديدة القيطع هي بلدة في محافظة عكار في منطقة وسط القيطع وتضمّ حوالى 6000 نسمة، وكانت من أوائل البلدات العكارية التي ظهرت فيها حالات “كورونا” في الموجة الأولى منذ مدة لأشخاص أصيبوا وتعافوا ثم عادت إليها الإصابات مع الموجة الثانية من الوباء.