كتب ألان سركيس في صحيفة “نداء الوطن”:
كانت لافتة حركة السفراء في معراب في الأيام الأخيرة والتي توجت الجمعة بزيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا ولقائها رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع.
يمرّ لبنان بمرحلة إستثنائية جداً، فهو دخل دائرة الإنهيار، وباتت الخطوات الإصلاحية ضرورية في هذه المرحلة، بعدما لم ترتقِ خطوات الحكومة الحالية إلى المستوى المطلوب.
وفي حين تستمرّ “القوات” برفع صوتها في الداخل والخارج، إلا أنها تتابع عرض وجهات نظرها من التطورات الحاصلة، وما لقاء السفراء سوى خطوة في هذا الإتجاه.
لا تريد معراب تضخيم ما يجري من لقاءات ديبلوماسية، إذ تعتبر أن السفراء يزورون معراب مثلما يلتقون بقية القيادات والفاعليات، خصوصاً أن لبنان يمرّ بوضع مالي وسياسي إستثنائي، وهم يستمعون إلى رأي معراب والقيادات الأخرى إنطلاقاً من أسئلة توجّه لهم حول الملفات المطروحة والإشكاليات الموجودة والمخارج التي تراها القوى السياسية ضرورية للخروج من الأزمة التي هي من طبيعة مالية، في حين يسأل بعض السفراء عن التحالفات القائمة ويستطلعون الأجواء لنقلها إلى إداراتهم.
وتؤكّد معراب أن كل اللقاءات الأخيرة لم تخرج عن السياق الطبيعي للأمور ولم يكن لدى السفراء شيء إستثنائي يقولونه، بل يقيّمون ما يمكن فعله من أجل الولوج في عملية الإنقاذ.
هذا بالنسبة إلى بقية السفراء، لكن ما يطرح علامات إستفهام هو طبيعة علاقة “القوات” بالأميركيين، وسط الحديث عن تخلي واشنطن عن القوى السياسية اللبنانية الحليفة والبحث عن طبقة سياسية جديدة.
لكن ما يبدو واضحاً، أن ما ينطبق على تيار “المستقبل” من ناحية عدم الرضى الأميركي عليه، وفق ما يتردد، لا ينطبق على “القوّات اللبنانية”، فالأميركي يريد الحفاظ على بعض حلفائه الإستراتيجيين، ويبدو أن لا صحة لما يشاع عن أنهم تخلّوا عن الجميع نتيجة عدم قدرتهم على مواجهة “حزب الله” وحلفائه.
وفي لقاء جعجع والسفيرة الأميركية، تمّ بحث في مجمل الأمور وتمّ الإطلاع على وجهة نظر “القوات” التي تشدّد على أن علاقتها ثابتة وراسخة مع أميركا، وكل دولة تدعم سيادة لبنان وإستقلاله وإستقراره وحريته، والأولوية حسب “القوات” هي لمصالح لبنان.
لكن في المقابل، تؤكد “القوات” أنها ليست قوة سياسية أميركية في لبنان، بل قوة سياسية لبنانية تريد أن تحافظ على علاقات البلد مع المجتمعين العربي والدولي. وإنطلاقاً من الإيمان القواتي بأن لبنان جزء لا يتجزأ من الشرعيتين العربية والدولية، تطلب من هذه الدول دعم البلاد في هذه المرحلة الحرجة بالوسائل اللازمة.
وتلفت “القوات” إلى أن الأميركيين وبقية سفراء الدول يتعاملون معها على أنها فريق سياسي سيادي له وزنه التمثيلي وهو ثابت على مواقفه، والنظرة الأميركية والاوروبية لا تنطلق فقط من موقفها السيادي بل من مواقفها الإصلاحية وتصديها للفساد، لأن الغرب يريد أن تتحقق مكافحة الفساد، وقد سمعت معراب من السفراء ثناء على موقفها الوطني السيادي وعلى أدائها الإصلاحي وسعيها إلى قيام الدولة الفعلية.
إذاً تخطو العلاقة بين “القوات” والأميركيين خطوات ثابتة، حيث لم يستطع أي فريق آخر التشويش عليها، في حين أن هناك أفرقاء من 8 آذار والحلفاء يعملون جاهدين من أجل فتح قنوات تواصل مع واشنطن من تحت الطاولة، فيما يتهمون الآخرين بالتبعية للسياسات الأميركية.