Site icon IMLebanon

هل يدفّع المجتمع الدولي لبنان ثمن الخيارات الحكومية؟

صارخا كان التناقض في المواقف التي أطلقها رئيس الحكومة حسان دياب في خلال الأيام الأخيرة، بين التحذير من خطر المجاعة الآتية في مقال نشرته الـ “واشنطن بوست” ، والتهليل لإنقضاء مهلة المئة يوم الأولى من عمر فريقه الوزاري (بعد نيل الثقة)، ذاهبا إلى حد التأكيد أن في هذه الفترة الزمنية القصيرة نجحت الحكومة في تنفيذ 97% من التعهدات التي قطعتها على اللبنانيين.

غير أن مصادر سياسية مراقبة تلفت عبر “المركزية” إلى أن الرئيس دياب حفظ شيئا وغابت عنه أشياء ليس أقلها أنه فشل في تشكيل ما كان يفترض أن تكون حكومة اختصاصيين مستقلين تماما عن الطبقة السياسية، تبعا لما كان ينادي به ثوار 17 تشرين، إلى حد أنه ألف حكومة لا يرى البعض فيها إلا تمددا لحزب الله وحلفائه، بغرض الامساك بزمام القرار السياسي في لبنان، بعد النجاح في “فرض” الرئيس الذي يريد على اللبنانيين.

من هذا المنطلق، وفي وقت تبدو الحكومة منشغلة بمفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، ومحاولة اقناع المجتمع الدولي بخطة يفترض أنها إنقاذية، غير أنها ما لبثت أن اصطدمت بجدار من المعارضة القوية، تكشف مصادر ديبلوماسية عبر “المركزية” أن “تباينا عاد ليطفو إلى سطح العلاقات الفرنسية- الأميركية، خصوصا في ما يخص الموقف من تقديم المساعدات المادية للبنان.

وتلفت إلى أن تبعا لسياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القائمة على المواجهة المفتوحة مع ايران وأذرعها الاقليمية، لا تزال الادارة الأميركية مصرة على عدم رفد لبنان بالمساعدات، على اعتبار أن في البلد حكومة يتحكم حزب الله بمفاصلها وبقرارها السياسي، وهو ما أثبتته تجارب عدة في مراحل سابقة.

وتشير إلى أن السيناتور ألاميركي تيد كروز كان قد أعد قانونا  يهدف إلى إقرار قطع المساعدات عن لبنان، ما دام حزب الله موجودا في الحكومة، ويشارك في عملية صناعة القرار السياسي.

وتذهب المصادر عينها بعيدا، إلى حد الكشف أن بعض دول الخليج العربي تتشارك وواشنطن النظرة نفسها، وتتخوف من مد يد العون إلى “حكومة حزب الله في لبنان”، كاشفة أن هذا النوع من المواقف يدفع بعض المراقبين إلى الكلام عن أن الانهيار قد يكون مناسبة لإنهيار الهيكل فوق رأس الحزب، وهو ما من شأنه القضاء على ترسانته، وتاليا إضعافه. كل هذا قد يصب في مصلحة مشروع قيام دولة لبنانية جديدة تكرس فيها القوى الشرعية احتكار السلاح وبسط السيادة على أراضيها.

إلا أن المصادر الديبلوماسية تعترف بأن باريس لا تتشارك مع واشنطن والدول العربية هذه النظرة، وتعتبر أن حزب الله قد يفاجئ الجميع بسرعة نهوضه من الانهيار، إذا وقع، وذلك لكونه حزبا منظما وقادرا على لملمة نفسه سريعا من الأزمة، ما يفسر التمسك الفرنسي بمؤتمر سيدر وأمواله ، بدليل كلام سفير فرنسا في بيروت برونو فوشيه، والسفير المكلف متابعة مسار سيدر بيار دوكان قبل أيام، لجهة التأكيد أن الأموال المرصودة للبنان لا تزال محفوظة، شرط التزام الحكومة بمسار الاصلاحات. لكن تشكيلة دياب عالقة بين مطرقة حزب الله وسندان المجتمع الدولي. فماذا سيفعل رئيسها؟