كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
إذا شعرتم بالقلق أكثر من المُعتاد في الآونة الأخيرة، فتأكدوا من أنكم لستم الوحيدين! فمع حرص مختلف بلدان العالم على التكاتف من أجل محاربة فيروس «كورونا» المستجدّ، يبدو أنّ كل شخص بِلا استثناء يعاني بعض القلق في هذه الأيام. فما العمل؟
في الواقع، الخطوة الأولى نحو كبح هذا القلق قد تتجلّى في الانتباه إلى ما تأكلونه. وتعليقاً على ذلك، قالت اختصاصية التغذية، سيندي كلينجر، من شيكاغو إنّ «الغذاء المتوازن يساعد على الشعور بمرونة أكبر من خلال توازن الهورمونات، والناقلات العصبية، والسكّر في الدم التي تؤثر كلّها في المشاعر».
وبالفعل، فقد رُبط الغذاء الصحّي بانخفاض مستويات القلق، بحسب دراسة نُشرت في كانون الثاني 2017 في «BMC Medicine». لا بل إنه قد يملك أيضاً القدرة على زيادة السعادة، والرضا عن الحياة، والرفاهية العامة، وفق دراسة صدرت في آب 2016 في «American Journal of Public Health».
وقدّمت كلينجر 6 نصائح غذائية، شارحةً من خلالها المعنى الحقيقي للأكل الصحّي في هذا السياق:
تناول المزيد من السمك الدهني
الغذاء الصحّي الموصوف في دراسة «BMC Medicine» اقتصر على حمية البحر الأبيض المتوسط، والعنصر الأساسي في نمط الأكل هذا هو السمك الدهني كالسلمون، والسردين، والماكريل. هذه المأكولات مليئة بمعدن الزنك الذي قد تكون مستوياته متدنّية عند بعض الأشخاص الذين يشكون من القلق، فضلاً عن أنّ الأوميغا 3 المتوافرة في السمك الدهني تؤدي دوراً جوهرياً في صحّة الدماغ العامة.
إيلاء أهمّية إلى المخلّلات
إنّ الأطعمة المخمّرة المليئة بالبروبيوتك، كالمخلّلات وأيضاً اللبن والكفير، قد رُبطت بانخفاض مستويات القلق. ولقد وجدت دراسة نُشرت في آب 2015 في «Psychiatry Research» علاقة بين مصادر البروبيوتك وقلق اجتماعي أقلّ تحديداً، رغم أنّ المؤلفين لفتوا إلى أنّ هناك حاجة لإجراء مزيد من البحث لإنشاء أكثر من ارتباط.
زيادة استهلاك الفاكهة والخضار
تشكّل المنتجات الطبيعية الطازجة مصدراً ممتازاً لمضادات الأكسدة، ويُعتقد أنّ القلق يرتبط بتدنّي مجموع هذه المواد في الجسم، إستناداً إلى بحث صدر في آذار 2014 في «Current Neuropharmacology». لذلك، لا تتردّدوا في الاستمتاع بالمأكولات المليئة بمضادات الأكسدة، كالخضار والفاكهة، لكبح المشاعر السلبية.
الحدّ من الكحول والكافيين
إنّ التأثير المباشر والسريع للكحول قد يكون مُهدِّئاً. ولكن بما أنّ الجسم يُعالج هذه المشروبات، فإنها قد تتعارض مع النوم الذي، عندما لا يتمّ الحصول عليه لساعات كافية وبجودة عالية، يستطيع إطالة مدّة القلق، وفق «Harvard Health Publishing». وبالنسبة إلى مادة الكافيين، فهي تؤثر بشكل مختلف من شخص إلى آخر، ولكنها تستطيع أيضاً جعل الإنسان يشعر بمزيدٍ من القلق والتوتر، فضلاً عن أنها تتعارض مع النوم، بحسب «Mayo Clinic».
شرب كثير من المياه
حتى الجفاف المعتدل يستطيع التأثير في المزاج، إستناداً إلى تحليل لـ33 دراسة نُشر في آب 2018 في «Physiological Reports». لذلك يجب الحرص على شرب ما لا يقلّ عن 8 أكواب من المياه في اليوم، وزيادة الجرعة في الطقس الحارّ أو عند ممارسة الرياضة والتعرّق كثيراً.
عدم حذف الوجبات
إنّ البقاء لساعات طويلة بِلا أكل قد يسبب انخفاض السكّر في الدم، فيجعلكم تشعرون بالعصبية ويزيد القلق سوءاً، وفق «Harvard Health Publishing». هذا صحيح خصوصاً عند تناول المزيد من الكربوهيدرات البسيطة والأطعمة المصنّعة، كالأرزّ الأبيض والخبز الأبيض والحلويات والصودا، ما قد يرفع من نسبة السكّر في الدم. ومن جهة أخرى، يتمّ أيض الكربوهيدرات المعقدة ببطء أكثر، الأمر الذي يساهم في الحفاظ على معدل سكّر في الدم أكثر توازناً، وبالتالي يولّد شعوراً هادئاً. هذه الأطعمة تشمل الشوفان، والأرزّ الأسمر، والكينوا، والبطاطا، والبازلاء، والعدس.
يُذكر أخيراً أنّه ما من دليل على أنّ بعض المأكولات أو التدابير الغذائية يستطيع علاج أو مُداواة الأمراض النفسية. وبمعنى آخر، فإنّ التعديلات الغذائية يجب ألّا تحلّ مكان العلاجات التقليدية للصحّة النفسية. وإذا كان القلق الذي ينتابكم بسبب «COVID-19» يتعارض مع حياتكم اليومية وتعجزون عن التحكّم فيه بمفردكم، لا تتردّدوا في استشارة الطبيب لتلقّي المساعدة اللازمة.