شهد لبنان في الساعات الأخيرة جريمتين قاسيتين، أسبابهما على الأرجح شخصية وعائلية، لا تزال القوى الأمنية تعمل عل كشف ملابستاهما الكاملة. ويبدو أنّ الظروف الاقتصادية والمالية معطوفةً على ظروف كورونا، تضع اللبنانيين وغيرهم تحت ضغوط وأعباء إضافية، وتدفع بعضهم إلى ارتكاب الجرائم، التي لا يمكن أن يبررها أي سبب كان. وجنون الجرائم يمكن عطفه أيضاً على كل الجنون السياسي والاقتصادي والاجتماعي المعاش يومياً.
ففي عاليه، أقدم المواطن س. خدّاج (مواليد عام 1972) على قتل المواطنة أ. غصن (مواليد 1968) ثم قتل نفسه ببارودة صيد، على ما ظهر في الصور من ساحة الجريمة. وقد حضرت القوى الأمنية والأدلة الجنائية إلى المكان، وقامت برفع البصمات وباشرت تحقيقاتها بعد نقل الجثتين إلى مستشفى “الإيمان” في المدينة.
أما في الشوف، فقد أقدمت طليقة ن. كليب، وهي من آل ضو، على قتله في منزله ثم سلّمت نفسها لمخفر الدرك في المدينة. وفي التفاصيل التي ذكرها أقرباء كليب، أنّ الجانية حضرت إلى بيت زوجها السابق بسيارة أجرة، وأطلقت عدّة رصاصات عليه وكانت إحداها قاتلة في الصدر. ثم قادت سيارته إلى مخفر الدرك حيث اعترفت بارتكاب الجريمة. وفي وقت لاحق أصدرت عائلة ضو، من بلدية القرية، بياناً أكدت تبرؤها “من ابنة عائلتنا التي أقدمت على ارتكاب هذه الفعلة النكراء، ونطالب الأجهزة المختصة والقضاء بإجلاء ملابسات الجريمة واتخاذ المقتضى القانوني المناسب”. كما أكدت العائلة أنّ “هذه الأفعال التي لا تمتّ إلى أخلاقيات وشيم وعادات العشيرة التوحيدية الشريفة، ونجد أنّ لا بد من التبرؤ ممن يرتكب مثل هذه الأفعال”. فتقدّمت العائلة بالتعازي من أهل الفقيد وآل كليب، مع العلم أنّ جثمان الضحية سيشيّع الثلاثاء في بلدته نيحا-الشوف. وقد نعته العائلة والحزب التقدمي الاشتراكي وعموم أبناء بلدته.
وتأتي هاتان الحادثتان بعد مضي شهر تماماً على المجزرة التي وقعت في بعقلين وذهب ضحيتها 10 أشخاص على يد الجاني مازن حرفوش، الذي أجهز على شقيقيه وزوجته، وطفلان وخمسة مواطنين آخرين من الجنسيتين اللبنانية والسورية.