كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:
“وحشة تمثيل” هذا لقبها، لكنها لم تنلهُ عبثاً خصوصاً وأنها ملكة في المسرح ونجمة على شاشات الفن السابع. تُعتبر الممثلة كارول عبود اليوم من الاقوى على الساحة الدرامية خصوصاً وأنها جسّدت أدواراً مميزة في مسلسلات عرضت خلال شهر رمضان الكريم. ما هو رأي عبود اليوم في الدراما المحلية وكيف تمضي فترة الحجر؟ “نداء الوطن” التقتها وكان هذا الحوار:
لماذا أدوارك الدرامية نادرة بالرغم من تفوّقك في عالم التمثيل؟
التلفزيون خيار ذو وجهين، ابتعدتُ فترة عن هذا العالم وتفرّغتُ للمسرح والسينما، خصوصاً وأنّ الأدوار في الدراما التلفزيونية لم تكن على قدر تطلّعاتي. هذا العام أعجبتُ كثيراً بالأدوار التي عُرضت عليّ في “أولاد آدم” و”النحات”.
المشاريع كانت محبّبة وأحببت العمل مع المخرجين الليث حجّو ومجدي السميري. فريق العمل كان يعمل بكلّ تعاون وتضامن خصوصاً في ظلّ انتشار جائحة “كورونا”.
أخبرينا عن التحدّي الذي مررت به للتصوير في ظلّ انتشار الفيروس؟
لم يكن قرار معاودة التمثيل سهلاً، ففريق العمل كان متردّداً ومضطرباً. اسمح لي هنا أن أحيّي كل ممثل وممثلة أرادوا معاودة العمل في ظلّ اتّباع إجراءات صحيّة مشدّدة. قد قمنا بفحوصات الـ PCR فضلاً عن اتّخاذ التدابير الوقائية في مواقع التصوير.
ما الذي يصقل شخصية الممثل خشبة المسرح أم كاميرا الدراما؟
ممثل المسرح يكون متمكّناً من أدواته، لأن المسرح يقوم على قدرات الممثل من صوت وأداء ولغـــــة جسد. كلّ ذلك في علاقة مباشـرة مع الجمهور، ما يصقل موهبتك ويجعلك أقوى في عالم الدراما والسينما. وأودّ التشديد على أنّ هناك اختلافاً في طريقة التمثيل والتقنيّات بين عالم المسرح من جهة والسينما والتلفزيون من جهة أخرى.
الممثل المسرحي يكون “أغدع” لأنه لا يتمكّن من الإعادة إن أخطأ بحرف ما، لذا عليه أن يكون كاملاً متكاملاً. يجب التشديد على أنّ أهم الممثلين السينمائيين في أوروبا وأميركا هم ذو خلفيّة مسرحية. لكن في المقابل، لا يشترط على الممثل أن يكون مسرحيّاً كي يبرع في عالم الدراما التلفزيونية أو في الفن السابع.
ما هي معايير الممثل الناجح؟
يجب أن يمتلك الممثل موهبة من عند الله، وعليه صقلها وتنميتها فضلاً عن تواجد الظروف المناسبة وبعض الحظوظ كي تبرز أكثر. إذ نرى بعض الموهوبين جالسين في منازلهم بينما الأقلّ منهم كفاءةً أصبحوا نجوماً دراميين.
لماذا لم نرك بأدوار بطولة الى اليوم؟
البطولة ليســت هدفاً أو همّاً أو معياراً يقيس نجاح الممثل. إنّ الدور يجب أن يُجسّد بأفضل طريقة ممكنة بغض النظر عن مساحته في العمل. يجب التركيز محلياً على الممثلين الناشئــين من جيل الشباب، الذين لم يتمكّنوا الى اليوم من حمل راية البطولة.
ما رأيك بتجربة الدراما العربية المشتركة؟
الدراما المشتركة أصبحت مطلوبة إقليمياً وحتى دولياً، بعكس الدراما الوطنية التي ما زالت تفتقد الى الانتاج والدعم الكافي. أعمالنا المحلية ما زالت دون الوسط وتحتاج الى خرق العالم العربي في مصر والخليج العربي.
علينا التعلّم من الدراما السورية التي اتّبعت مساراً معيّناً أوصلها الى ما هي عليه اليوم من شهرة ومكانة. أما في لبنان، فما زلنا نفتقد الى وجود “غربال” يغربل الممثلين ويسلّط الضوء على الأجدر والأشطر والأكثر استحقاقاً لخوض غمار التمثيل.
برأيي يجب التأسيس لصناعة دراما محلية مثلاً عبر العمل على مسلسل واحد سنوياً “يكسّر الأرض” كي يفتح المجال للتقدم والتطوّر.
أخبرينا عن جديدك؟
سيعرض مسلسل شاركت فيه اسمه “حادث قلب”. دوري فيه صغير جداً لكنه ملفت.
ما الذي تعلّمته في ظلّ انتشار جائحة “كورونا”؟
علّمتني هذه المرحلة الاستمتاع بالجلوس في المنزل وتمضية وقت أكثر مع والدتي. كذلك، تعلّمت بعض وصفات الحلويات وأقوم بزرع الخضار على شرفة المنزل. أحاول خلال هذه المرحلة التكيّف مع الحياة الجديدة التي سنعيشها بعد انتهاء كورونا. علينا العودة الى الطبيعة والزراعة والأرض وتعزيز قيمنا الإنسانية الحقيقية.
كلمة أخيرة لقرّاء “نداء الوطن”؟
آمل أن تمرّ هذه الأزمة على خير وأن تكون الايام المقبلة أفضل من الماضية. لا تنسوا الجائعين والفقراء. مدّوا يد العون لبعضكم البعض!