ارتفعت أصوات أصحاب المولّدات الخاصة، متخوّفين من إغلاق مصالحهم قسراً، بعد أن ضاقت بهم سبل الاستمرار، كغيرهم من القطاعات، نتيجة أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار الذي زاد كلفة التشغيل والصيانة والتصليح بمستويات تفوق قدرتهم، معطوفةً على انقطاع حاد في مادّة المازوت من الأسواق، والاضطرار إلى اللجوء إلى السوق السوداء للحصول عليها، إن وجدت، بأسعار خيالية وبكميات غير كافية.
من هنا، يطالب أصحاب المولّدات بإعادة النظر في التسعيرة المحددة شهرياً من قبل وزارة الطاقة على أساس سعر صرف 1500 ليرة للدولار، مؤكدين أن عدم حصول ذلك خلال الشهر الحالي، يعني أنهم سيجدون أنفسهم مرغمين على إطفاء مولّداتهم والتوقف عن العمل.
وفي السياق، أوضح رئيس تجمع مالكي المولدات الكهربائية الخاصة في لبنان عبدو سعادة لـ “المركزية” “أننا لم نتواصل بعد مع المعنيين لأن التسعيرة صدرت أمس، لكنّها مجحفة وأظهرت أننا لم نحقق أي تقدّم، وبتنا نسعى إلى تعويض الخسارة والبحث عن سبل سدّ العجز والخسائر قبل التفكير في الأرباح. تحديد تسعيرة التعرفة لشهر أيار بـ 330 ل.ل. عن كل كيلواط ساعة لا يعوّض الخسارة لأن سعر صفيحة المازوت المستهلك 13500 ل.ل.”، متابعاً “ما نطالب به في ظلّ ارتفاع سعر الصرف وضع حدّ للخسائر بعد فقدان الأرباح المحددة لنا بنسبة 20%”.
ولفت إلى أنه “سبق لتجمع المولّدات أن لجأ إلى القضاء ما قبل أزمة ارتفاع سعر صرف الدولار لحلّ قضية التسعيرة، والأخير كلّف خبيرا لإجراء دراسة حول التكاليف والأرباح استغرقت شهراً وجاءت النتيجة أن التسعيرة العادلة للكيلواط ساعة حوالي 520 ليرة، قدّمت لوزارة الطاقة إلا أنه لم ينظر بها وأخذها في الاعتبار حتى الساعة. وإذا كانت الدولة تؤمن بالقضاء فلتناقش معنا التسعيرة المحددة من خبيره”.
وفي ما خصّ الآلية الصادرة في عهد وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني، القاضية بحصول أصحاب المولّدات على مادّة المازوت من المنشآت أي بسعر الكلفة، أكّد سعادة أن “حوالي 5 أو 10 في المئة فقط استفادوا منها، والتجمّع رفضها منذ الإعلان عنها، معتبراً أنها غير شفافة وتبين أن موقفنا صائب، ولا علاقة لأصحاب المولّدات بالكميات التي تخرج من المنشآت من دون استهلاكها في القطاع”، كاشفاً “أننا سنبحث الموضوع ونتابعه لمعرفة من حصل على المازوت بالأرقام والأسماء، وإذا استفادت جهة أخرى من الكميات على اسم المولّدات فسنصارح حتماً الرأي العام الأسبوع المقبل”.
وعن إمكانية التصعيد خلال الأيام المقبلة، شدّد سعادة أن “موقفنا واضح في ما خصّ التوقف عن العمل، ففي حال إطفاء مولّد ما ستكون هذه الخطوة خارجة عن إرادة صاحبه والدولة مسؤولة عنها. وبعض المولّدات أطفئت بسبب عدم توفّر المازوت لذلك احتمال إطفاء المزيد وارد”، مضيفاً “ننتظر حلول الأسبوع المقبل، وإذا لم تتظهّر بوادر حلّ سنتجّه إلى مصارحة الرأي العام والمسؤولين بالاتجاه الذي سنصل إليه”، خاتماً “سيكون الأسبوع المقبل حاسما إن شاء الله”.