اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن “خصوصية الدولة المدنية في لبنان هي نظامه الديمقراطيّ، وحرياته العامة، وميثاقه الوطني للعيش معًا، مسيحيّين ومسلمين، بالولاء الكامل والاستئثاريِّ للوطن اللُّبنانيّ” مشيرا الى أن “هذا الميثاق هو روح الدستور، وهو مترجَم في صيغة المشاركة المتساوية والمتوازنة في المؤسَّسات الدُّستوريَّة والإدارات العامَّة.”
وأشار الى أنه “يدعونا الواجب للدِّفاع عن هذا الكيان”. وأكد أن لبنان كقيمةٍ ثمينة لا يزال يثير اهتمام الأسرة الدولية، وهو ليس دولةً متروكةً ومستباحة، مشددا على أنه “لا يحقّ للجماعة السياسية أن تتصرف في شؤون البلاد والمواطنين بقلة مسؤولية، وبذات الرُّوح التي أوصلَت الدَّولة إلى الحضيض. ”
وأعرب الراعي، في عظته في قداس الاحد، عن رفضه “أن تتحول عملية تطوير النظام اللبناني إلى ذريعةٍ للقضاء على لبنان، هذا الخيار التَّاريخيّ بخصوصيَّاته.”
وقال: لبنان الدولة المدنية والشراكة والرِّسالة موجود منذ مئة سنة فلا يخترع اليوم من العدم والفراغ.
وتابع:”كان لبنان قبل أن نكون، وسيبقى بعدنا. لبنان أمَّةٌ موجودةٌ في التَّاريخ والحاضر، وفي الجغرافيا والوجدان، وقد تأسَّست بالإرادة والنِّضال. وحدها الحقيقة التَّاريخيَّة تبقى، أمَّا الباقي فمرحليٌّ وزائل.”