بين سطور الحملة المنظّمة على الفساد في سوريا في وسائل إعلام روسية مقرّبة من مراكز صنع القرار في موسكو، تقابلها العلاقة الاخذة بالتدهور بين الرئيس بشار الاسد وإبن خاله رامي مخلوف الذي يُشكّل الذراع اليُمنى إقتصاياً للنظام، أسئلة حول حقيقة ما يجري بين أهل الحكم وإستطراداً داخل تركيبة النظام الذي حكم سوريا بقبضة من حديد إستمرات لأكثر من ثلاثين عاماً؟
لا شك ان التطورات السياسية في سوريا أبعد من حملات إقتصادية لمكافحة الفساد و”ليّ ذراع” إمبراطورية مخلوف العملاقة، وتُخفي وراءها تداعيات كبيرة على النظام وأبرز رؤوسه، تحديداً الرئيس بشار الاسد الذي يطمح لولاية رئاسية جديدة في العام 2021. ولعل الأبرز فيها تحدّث التقارير الروسية عن أن 32% من السوريين فقط يمكن أن يصوتوا للاسد في انتخابات العام المقبل، في إشارة إلى افتقار رأس النظام للشرعية الشعبية، وأن الفضل في بقائه في السلطة يعود إلى روسيا التي أنقذته وليس إلى التفاف الجماهير حوله. فهل يُنذر ما يحصل بان “الطبخة” السورية إختمرت وعلى يد الطباخ الروسي فتُطيح النظام وأركانه على رأسهم الرئيس الاسد؟
مصادر دبلوماسية متابعة للملف السوري ذكّرت في السياق عبر”المركزية” “بتصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ أقل من شهر اعلن فيه “ان الحل الوحيد للأزمة السورية، حسب طرح بلاده، هو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، “الذي يؤكد حق الشعب السوري في تقرير مصير بلاده”، وهو ما يتقاطع مع نسبة الـ32% المتبقّية من شعبية الرئيس الاسد كما اشارت التقارير الروسية، ما يعني ان موسكو بدأت بوضع قطار الحل للازمة السورية على السكّة وان محطة الانطلاق ستكون من القاعدة الشعبية بعد تشكيل مجلس إنتقالي يضمّ ضباطاً من مختلف الطوائف المكوّنة من النسيج السوري”.
وفي الاطار، كشفت المصادر عن معلومات تتردد في الكواليس حول”اتّفاق روسي-اميركي على تشكيل مجلس عسكري-أمني يضمّ ضباطاً من الطوائف كافة غير موالين لايران تكون أولى مهماته الطلب من القوات الايرانية (مستشارون عسكريون وميليشيات موالية لها) الخروج من سوريا، لأن طهران “تغلغلت” كثيراً في الميدان السوري وداخل المؤسسات الامنية والإستخباراتية وحان وقت إخراجها”.
واشارت المصادر الدبلوماسية الى “ان مدة ولاية هذا المجلس ستمتد لأشهر ويضمّ 24 ضابطاً أبرزهم اللواء مناف طلاس المُنشق عن النظام والموجود حالياً في موسكو وهو كان تحدّث منذ مدة في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ان شيئاً جديداً يُحضّر لسوريا، واللواء علي مملوك (نائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية منذ العام 2019)”.
وشددت المصادر على “ان الازمة السورية خرجت من إطار الحلّ العسكري ودخلت المرحلة الانتقالية السياسية وهناك تفاهمات سياسية يجري العمل عليها بين الاكراد والمعارضة غير المسلّحة من أجل الاتّفاق على خطوات موحّدة للوقوف بوجه الوجود الايراني في سوريا وطرد ميليشياتها، خصوصاً حزب الله، مع المطالبة بتطبيق القرار الدولي 2254 الذي يؤدي حكماً الى رحيل الاسد عن السلطة”.
ولفتت الى “ان ايران باتت تُدرك ان ساعة خروجها من سوريا دقّت نتيجة تقاطع المصالح بين موسكو وواشنطن وتل ابيب، لذلك ستقبل مُرغمةً بالخروج ولو انها تريد في المقابل الحصول على اثمان سياسية”.