شهدت نهاية الأسبوع عودة لافتة لثوار 17 تشرين إلى الشوارع، وسط استمرار انتشار وباء “كورونا” الذي فرمل لأشهر مضت التحرّكات المعترضة على الأرض، بالتوازي مع تنامي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية سوءاً وتهديدها بانفجار مجتمعي قد لا يطول بروزه.
وإذ بلغ الثوار الأحد الحاجز الأول للجيش على طريق القصر الجمهوري، تحرك بعض المتظاهرين باتجاه قصر عين التينة حارقين صور رئيس مجلس النواب نبيه بري فتعرض احدهم للضرب وتكسير السيارات، إلى ذلك تجرّأت مجموعات على إعلان رفضها لسلاح “حزب الله” باعتصام في قلب بيروت. وكانت أيضاً حصلت تحرّكات أمام منزل النائب بيار بو عاصي ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. وعليه بدأت الاتهامات بالتبعية وتحقيق أهداف مشبوهة تصوّب نحو الثورة.
الناشطة السياسية الدكتورة حليمة القعقور شددت عبر “المركزية” على أن “ما يحصل من شيطنة ومحاولة وضع الثورة في خانة العمالة إلى أي جهة ساقط، فعندما تكون الثورة ضد كلّ المحاور وضدّ كل الأحزاب الموجودة في السلطة تكون ضدّ كلّ التبعيات الخارجية”.
ولفتت إلى أن “لا يمكن اعتبار ما يحصل في الشارع تمهيدا “للعودة الكبرى”، لأن لا إمكانية لأي من مجموعات الثورة بتحديدها كونها لم تطلب من الجميع النزول إلى الشارع بل هذه خطوة يتّخذها المواطنون من تلقاء انفسهم. والتحركات حصلت بغض النظر عن وجود دعوة رسمية من عدمها”، مضيفةً “معضلة “كورونا” لا تزال قائمة، وفي ظلّ استمرار انتشاره ما من إجماع حول الموافقة على العودة إلى الشارع، لأن هناك تحفّظا لدى العديد من المجموعات بعدم الدعوة رسمياً إلى الوقفات، في حين أن البعض الآخر يؤيّد الفكرة. من هنا كورونا لم يسمح بعد لكل المجموعات بالتصرّف على راحتها. لكن هذا لا يعني أننا لا نعمل على أصعدة أخرى غير الأرض التي لن نتركها وسنرى دائماً مجموعات صغيرة ومنظّمة مع أهداف واضحة في الشوارع”.
وعن الإنذار باندلاع “ثورة الجوع”، توقّعت القعقور “ألا تتحمل الناس أكثر في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة ومن الممكن أن تملأ الشوارع، لكن لا يمكن جمع معلومات دقيقة وواضحة حول الموضوع، أي لا جواب لدي لأن الناس ملّت وتعبت، بالتالي موعد النزول بأعداد كبيرة حين تنفجر الأوضاع ليس لدي، لأن القرار في يدها”.
وأكّدت أن “المجموعات تنظّم وتنسّق في ما بينها، لكن ما من اجماع على القيادة الرسمية بين مؤيدين ومعارضين. وشخصياً أتحفّظ عليها لأنها تخدم السلطة وتسهّل عليها التصويب وتحقيق مبتغياتها. أؤيد في المقابل زيادة التنسيق والتنظيم ما بين المجموعات لتوحيد المطالب والشعارات والبرنامج مثلما حصل سابقاً. ونبغي الحفاظ على استمرارية هذا التنسيق كي تبقى المطالب موحّدة وواضحة”.
وعن التواصل مع أحزاب معارضة أوضحت القعقور أن “مجموعات كثيرة لا تنسق معها، وبعض المبادرات الشخصية يقوم بها أشخاص محددون لا تنطبق على كلّ المجموعات”.
وفي ما خصّ تحرّك النائب شامل روكز وسعيه لدخول باب الثورة، اعتبرت أن “من الطبيعي أن ينسّق النائب روكز مع العسكريين المتقاعدين لأنه واحد منهم، لكن ما من تعاون رسمي بينه وبين مجموعات الثورة حيث لم نجلس يوماً على طاولة مشتركة للتنسيق”.