من على منبر محطة “أو.تي.في” البرتقالية كانت لافتة المواقف التي أطلقتها سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا عشية بدء إستحقاقات عدة. ولعل الابرز في مواقف السفيرة شيا توصيفها “حزب الله” بأنه تنظيم إرهابي عبر شاشة حليفة له منذ العام 2006 حتى اليوم، فضلاً عن تخصيصها مساحة واسعة في إطلالتها للحديث عن العقوبات على بعض الأطراف اللبنانية الحليفة لـ “الحزب” وهو ما يلوّح به منذ فترة من جانب مسؤولين في مراكز القرار في الإدارة الاميركية من ضمن سياسية “تضييق الخناق” على حزب الله ومن ورائه ايران.
وأتت مواقف السفيرة الاميركية على عتبة بدء شهر حزيران الذي يحمل تطورات عديدة بدءاً بمصير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والمتواصلة منذ أسابيع وصولاً الى قانون “قيصر” الاميركي الذي يدخل حيّز التنفيذ وهو موجّه الى معاقبة كل من يتعامل مع النظام السوري سواء إقتصادياً او سياسياً من داخل سوريا وخارجها أكانوا افراداً او كيانات او حتى مؤسسات رسمية تابعة للدولة.
وفي قراءة لإطلالة شيا عبر “أو.تي.في” والمواقف التي أطلقتها، لاسيما في إتّجاه حزب الله، إعتبرت أوساط سياسية معارضة لـ”المركزية” “ان حلولها ضيفة على المحطة البرتقالية التي يُمكن إعتبارها الناطقة الرسمية بإسم العهد، رسالة سياسية “واضحة” المضمون لا تحتاج الى تحليلات كثيرة، فهي أرادت إطلاق مواقف ضد الحزب عبر شاشة الفريق السياسي الداعم له، منبّهة “وبلا إحراج” بأن من يريد”النجاة” من مقصلة العقوبات الاقتصادية عليه فكّ كل إلتزام سياسي سابق وحالي مع حزب لله وإلا سيكون في دائرة الرصد”.
وربطت الاوساط بين اطلالة السفيرة الاميركية وبدء تنفيذ قانون قيصر الذي سيكون أشدّ تأثيراً على كل من يدور في فلك محور الممانعة ويدعمه سياسياً او إقتصادياً. فهي أرادت توجيه رسالة الى حلفاء النظام السوري في لبنان، اي فريق الثامن من آذار بان رُزم العقوبات التي ستصدر بتوقيع “قيصر” لن ترحم كل من يدعم هذا النظام، وهو اي قانون قيصر سيكون أشمل من لوائح العقوبات السابقة المعروفة بـOFAC “.
وينتهي مفعول قرار قيصر في 31 كانون الاول عام 2021 وهذا يعني ان إدارة الرئيس دونالد ترامب ستكثّف الخطوات وتستعجل العقوبات، بحيث تُسهم وفق ما تشير اوساط دبلوماسية تحدّثت لـ”المركزية” في تسريع الحل السياسي في سوريا وحمل روسيا على إستعجال الخطوات في سياق ضبط الحدود مع لبنان لمنع التهريب الى سوريا تنفيذاً لقرارات أممية متوقع صدورها في سياق السعي الدولي لتحقيق التسوية في المنطقة بدءاً مما يجري في العراق الآن.
على أي حال، يبقى السؤال الاساسي بحسب الاوساط السياسية المعارضة “هل ستقرأ قوى 8 اذار جيداً الرسالة الاميركية عبر المحطة البرتقالية ام تتجاهلها تحت شعار انها رسائل “مُحرّضة” لايهام الدول ان الرئيس ترامب سينتخب لولاية ثانية، في حين تستبعد اوساط سياسية في المحور الايراني ذلك خصوصا بعد الصراع العرقي الذي انفجر اخيرا وعمّ 16 ولاية أميركية”؟