أشار المطران جورج أبو جودة أن “الإحصاءات تقول بإن عدد الفقراء والمحتاجين يزداد كل يوم، فأصبحت نسبة الذين يعيشون تحت درجة الفقر تتعدى الخمسين في المئة وأصبح عدد كبير من المواطنين يتضورون جوعا بينما المسؤولون عندنا كأنهم لا يفهمون ذلك، فبدلا من أن يعملوا على معالجة هذا الوضع ما زالوا يتصارعون للحصول على المراكز الدسمة في الوظائف الرسمية لكي يملأوا جيوبهم وبطونهم، بينما يبقى الشعب متروكا وكل التحركات التي يقوم بها مطالبا بحقوقه كأنهم لا يرونها ولا يشعرون بها”.
وأضاف، خلال عظته: “أما على الصعيد الصحي فالعالم بأسره يعيش وضعا شديد الخطورة، ففيروس كورونا القاتل قد تحدى ويتحدى كل المجتمع البشري وقد أركع العالم والعلماء والباحثين الذين اعتقدوا أن بإستطاعتهم السيطرة على العالم وقد جعلوا أنفسهم سادة له، فإذا بهم يقدمون له الضحايا التي لا تعد ولا تحصى. وقد يكونون هم الذين أوجدوه في مختبراتهم ليجعلوا منه سلاحا قاتلا يفوق بخطورته السلاح النووي، بل إنه يهدم الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله. وبإمكاننا استعمال المثل الشعبي القائل: من حفر حفرة لأخيه وقع فيها”.
وختم: “فإن الدول العظمى التي عملت في مختبراتها على إختراع هذا الفيروس كانت ضحيته الأولى، بينما كانت الشعوب الأخرى، الفقيرة والبائسة نتيجته الثانوية. لذلك فإن من واجبنا العمل، بخدمتنا الكهنوتية، لتذكير الإنسان بحقيقته الأساسية ليسعى لإستعمال العلم والثقافة لخدمته لا لتدمير ذاته. وليتذكر أن هنالك قوة تفوق قوته بكثير، وهي التي أعطته كل الإمكانات التي وصل إليها، هي قوة الله الخالق التي لا قوة تفوق قوته، ولو كنا لا نراها ماديا بل هي التي في النهاية تسير هذا الكون”.