ساعات توتر عاشتها مناطق حساسة في لبنان ليل السبت، فتحت جروح الحروب الطائفية البعيدة، فضلاً عن الهجمة التي نفذها حزب الله وأنصاره قبل سنوات في بيروت.
فقد أدى التوتر بين شارعين متقابلين، إلى وقوع اشتباكات في مناطق ببيروت تجمع بين مناصرين لتيار المستقبل وآخرين مناوئين لسياسته، وبين مناصرين للحزب ولحركة أمل.
وبلغ التوتر ذروته مع رفع أنصار الحزب شعارات طائفية، تطور لاحقاً إلى إطلاق نار، ما أدى إلى سقوط جريح، قبل أن تتدخل القوات الأمنية وتفرض هدوءاً نسبياً.
وفي خضم التوتر هذا الذي أعاد إلى السطح خطورة التوترات الطائفية في البلاد بين (السنة والشيعة)، لاسيما أنه أتى بعد أن شهدت منطقة عين الرمانة والشياح أيضا في وقت سابق السبت توترات بين أنصار حركة أمل وسكان عين الرمانة تلك المنطقة التي انطلقت منها شرارة الحرب الأهلية، وعمد عدد من الشبان الغاضبين إلى إحراق صور لزعيم حزب الله، حسن نصرالله، كما داس بعضهم على أعلام الحزب، مرددين هتافات مناوئة، تطورت إلى شتائم وسباب في بعض الحالات.
يأتي هذا بعد أن شهدت التظاهرات التي دعت إليها مجموعات عدة في حراك “17 تشرين” توترات في وسط بيروت، عصر السبت.
فقد تظاهر مئات المحتجين اللبنانيين في وقت سابق السبت، للتعبير عن غضبهم من أسلوب إدارة الحكومة للأزمة الاقتصادية الخانقة، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة.
وأتت تلك الاحتجاجات الكبيرة لأول مرة منذ قيام الحكومة بتخفيف قيود العزل العام التي فرضتها لمنع تفشي فيروس كورونا، كما أتت في الوقت الذي تتفاوض فيه بيروت مع صندوق النقد الدولي على اتفاق تأمل أن يتيح لها تمويلا بمليارات الدولارات لإنقاذ اقتصاد البلاد الذي ينهار. وإثر التوتر الليلي، حذر زعماء سياسيون ودينيون من خطر حدوث عنف طائفي.