Site icon IMLebanon

“خدمة مجانية” لمن يريد ضرب ثورة الشعب؟

قالت مصادر متابعة لـ«الجمهورية»، انّ «من أهم إنجازات الثورة انّها وحدّت اللبنانيين بعد مرحلة طويلة من الانقسام حول كل شيء تقريباً، وشكّلت بارقة أمل في انّ اللبنانيين على استعداد لتجاوز انقساماتهم وخلافاتهم والاتفاق على مواجهة الأزمة المالية صفاً واحداً رفضاً للانهيار واستطراداً الفوضى. فالاتفاق على الشر يبقى أفضل من الانقسام على الخير، لأنّ المشهد الوحدوي يعلو ولا يُعلى عليه، ويشكّل المدخل لتوسيع التفاهمات حول مسائل وقضايا أخرى، فيما من المعلوم انّ اللبنانيين غير متفقين سياسياً، وانّ اتفاقهم لا يتعدّى الوضع المعيشي، فأين المصلحة في تفريق صفوفهم في ملفات خلافية يستحيل حلّها قبل التسوية الدولية-الإقليمية؟».

ورأت هذه المصادر، «انّ الثورة لم تبدأ سياسية، واستمرت بعناوين مطلبية، فلماذا الدفع في اتجاه تسييسها من أجل منح من يريد تقويضها فرصة الانقضاض عليها؟ فمقابل كل شارع يهتف بعنوان سياسي، يوجد شارع آخر يهتف بعنوان معاكس، فيما العنوان المعيشي الذي يوحِّد كل الشوارع لا يسمح لأحد في ان يستنفر شارعه ضده، لأنّ كل البيئات موجوعة وجائعة، وعلى رغم أحقية ان ينادي اي فريق بالشعار الذي يريده حرصاً على مبدأ الحرية، ولكن يجب التمسّك بالعنوان المعيشي الذي وحّد جميع اللبنانيين وشكّل قوة ضغط على السلطة، سيدفعها عاجلاً أم آجلاً للاستجابة لمطالب الناس، ولا يجب منحها فرصة الهروب إلى الأمام عن طريق التسييس».

وشدّدت المصادر على «ضرورة تحييد السياسة عن الثورة تلافياً لتقديم خدمة مجانية لمن يريد ضرب هذه الثورة»، ولم تستبعد «ان يكون التسييس مفتعلاً على يد من يريد التخلُّص من حركة الناس، خصوصاً وانّ محاولات الأكثرية الحاكمة لتسييس الحراك لم تتوقف منذ اللحظة الأولى لانطلاق الثورة، التي بدأت معيشية ويجب ان تستمر معيشية ومطلبية تحقيقاً للأهداف المرجوة منها، بكفّ يد الأكثرية الحاكمة كمدخل لتوسيع دور الدولة وصولاً إلى الدور الكامل».

وقالت المصادر نفسها: «انّ أكثر ما أربك السلطة هو حراك الناس، وقد سعت بكل الوسائل للتخلّص منه، وإذا كان البعض عن حسن نية أراد رفع شعارات تعبّر عن رأيه وإقتناعاته وتفكيره، فإنّ هذا من حقه، ولكن يجب ترك الثورة بحالها، لأنّ الأولوية القصوى هي لإبقاء الثورة موحّدة، لأنّها بوحدتها ستنجح في تحقيق مطالبها، فيما بانقسامها ستكون السلطة أكثر المستفيدين من هذا الانقسام».