لو لم يُسارع المسؤولون الى إستنكار ما يجري والدعوة الى التعقّل ونبذ الفتنة، لانزلقت البلاد ليل السبت الفائت الى آتون الفتنة الطائفية التي يُحذّر منها الجميع بسبب التداول بفيديو يتعرّض للمقامات الدينية. وأعاد المشهد الى الواجهة طاولة الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” التي عقدت منذ أعوام برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذلك بهدف تنفيس الاحتقان المذهبي بين الطرفين وإغلاق ساحتهما امام نيران أزمات المنطقة التي تّتخذ من الخلاف المذهبي عنواناً لها.
فهل تُشكّل احداث السبت مناسبة لعودة هذا الحوار، خصوصاً وان العلاقة بين الطرفين هادئة ولم تسجّل في اجوائها اي مواقف “إستفزازية” لتعكيرها كما يحصل مثلاً بين “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”.
مصادر مقرّبة من “حزب الله” اكتفت بالقول لـ”المركزية”، “ان التنسيق قائم ومستمر مع مختلف الاطراف عبر قنوات اتصال مشتركة، وهذا التنسيق يُكثّف عندما تستدعي الحاجة لذلك”.
وإذ استنكرت ما اعتبرته “استدراج” الشارع المُنتفض لتحقيق مطالب معيشية من اجل رفع شعار سلاح حزب الله وتطبيق القرار 1559″، لم تستبعد وجود “أمر أميركي لوسائل اعلام محلية وقوى سياسية من اجل التركيز بشكل “لافت” على سلاح الحزب وتحميله مسؤولية ما وصل اليه البلد من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة جداً”، واثنت على الجهود التي بُذلت من مختلف الاتّجاهات حتى مررنا “قطوع” السبت”.
وفي حين لم تنفِ او تؤكد حصول لقاء بين الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والرئيس بري مساء امس”، رفضت التعليق على المعلومات المتداولة عن لقاء سيُعقد قريباً بين نصرالله والرئيس سعد الحريري من اجل تحصين الساحة الداخلية من نيران الفتنة”.
من جهة ثانية، اكدت المصادر المقرّبة من حزب الله “ان التعديل الوزاري غير وارد حالياً ولا بأي شكل من الاشكال، لان اي خطوة من هذا النوع ستراكم المشاكل التي نعاني منها وتزيد الامور تعقيداً، ونحن الان في غنى عن حصول ازمات مماثلة”.