أعاد وباء كورونا تشكيل علاقاتنا الشخصية بطرق غير مسبوقة، فبينما أرغمنا الحجر الصحي على البقاء تحت سقف واحد مع أفراد عائلاتنا وشركاء حياتنا والتواصل معهم على مدار الساعة، فإن إجراءات التباعد الاجتماعي فرّقت بيننا وبين أصدقائنا وأفراد مجتمعنا.
وقد نجحت كل من الصين، التي كانت أولى الدول التي تفرض الحجر الصحي بعد ظهور الفيروس، وهونغ كونغ، التي طبقت إغلاقا شاملا، في احتواء الوباء، وأوشكت الحياة في هذين البلدين أن تعود إلى طبيعتها، لكن الوباء خلف بعض الشروخ العميقة في العلاقات الأسرية.
وتقول سوزان تشوي، عالمة اجتماع بالجامعة الصينية في هونغ كونغ، إن هناك زيادة ملحوظة في الخلافات الزوجية بسبب ضغوط العزل المنزلي التي ترافقت مع الضغوط المالية الناجمة عن الركود الاقتصادي إثر تفشي الوباء.
والدليل على ذلك الارتفاع الكبير في معدلات الطلاق. إذ شهدت مدينة شيآن شمال غربي مقاطعة شانشي، ارتفاعا غير مسبوق في طلبات الطلاق بعد إعادة فتح مكاتب تسجيل الزواج في آذار الماضي.
وفي أعقاب الحجر الصحي، أدت الخلافات العائلية إلى ارتفاع في حالات العنف المنزلي. ففي مقاطعة خوبي زادت حالات العنف المنزلي المبلغ عنها ثلاثة أضعاف منذ تفشي الوباء.
وسجلت المنظمات الأهلية المعنية بحقوق المرأة في بكين، ارتفاعا كبيرا في البلاغات التي تتلقاها عبر خطوط المساعدة الهاتفية بسبب المشاكل ذات الصلة بالعنف المنزلي بعد فرض الحجر الصحي. وفي هونغ كونغ، زاد عدد نزلاء دار “هارموني” للتصدي للعنف المنزلي وإيواء ضحايا العنف المنزلي.
وفرضت إجراءات التباعد الاجتماعي على معظم الناس العزلة عن الأصدقاء والأهل الذين نلجأ إليهم عادة في أوقات الشدة. وتوقفت أنشطتنا الترفيهية المعتادة، كالذهاب للمطاعم أو صالات الألعاب الرياضية التي كانت تساعدنا في التغلب على الضغوط النفسية.
وبحث الناس عن سبل أخرى للتواصل مع الآخرين، كالمحادثات المرئية والتراسل النصي عبر منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي.