وجهت وزارة العدل الأميركية اتهامات اتحادية إلى 53 شخصا متهمين بالعنف خلال الاحتجاجات التي عمت أنحاء الولايات المتحدة للمطالبة بإنهاء وحشية الشرطة.
ووعد وزير العدل وليام بار بشن حملة على أعضاء الحركة المناهضة للفاشية المعروفة باسم “أنتيفا” وغيرهم من ”المتطرفين“ الذين اتهمهم بالمساعدة في إذكاء العنف.
إلا أن وكالة “رويترز” ذكرت أنها أجرت مراجعة لسجلات المحكمة الاتحادية المتعلقة بالاتهامات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي لبعض المشتبه بهم ومقابلات مع محامي الدفاع والمدعين، خلصت إلى وقوع أعمال عنف غير منظمة في الأساس من قبل أشخاص لا تربطهم صلات واضحة بحركة “أنتيفا” أو الجماعات اليسارية الأخرى.
وقالت “رويترز” إنها لم تراجع سوى القضايا الاتحادية فقط، بسبب مزاعم وزارة العدل حول تورط “أنتيفا” وجماعات مماثلة، ولأن الاتهامات الاتحادية تنطوي عموما على عقوبات أشد. وفي بعض وثائق الاتهام التي راجعتها “رويترز” لم يرد ذكر لأعمال عنف على الإطلاق.
وأحجمت وزارة العدل عن التعليق على نتائج “رويترز”، وأشارت إلى حديث أدلى به وزير العدل لشبكة “فوكس نيوز” يوم الاثنين قال فيه إن وزارته تجري بعض التحقيقات بشأن “أنتيفا” لكنها لا تزال في ”المرحلة الأولية لتحديد هوية الأشخاص“.
وشهد بعض التظاهرات، التي قدرت بالمئات واتسمت بالسلمية إلى حد بعيد، أعمال نهب وعنف خلال الأسبوع الماضي. واندلعت التظاهرات احتجاجا على وفاة المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد في 25 أيار بعدما جثم ضابط أبيض من شرطة منيابوليس بركبته على عنقه لنحو تسع دقائق.
ووجهت للشرطي ديريك تشوفين تهمة القتل من الدرجة الثانية ولثلاثة ضباط آخرين تهمة المساعدة والتحريض.
وفي حين خص بار والرئيس الأميركي دونالد ترامب مرارا حركة “أنتيفا”، وهي حركة غير منظمة تتألف في الأساس من يساريين مناهضين للسلطات، باعتبارها المحرض الرئيسي للاضطرابات، فإن هذا المصطلح لا يظهر في أي وثيقة من وثائق الاتهام الاتحادية التي راجعتها “رويترز”. ومن المحتمل ظهور المزيد من الأدلة مع سير القضية.
ولم يشر بالاسم إلا إلى جماعة واحدة في شكوى اتحادية، وهي الحركة التي تسمى حركة “بوغالو” التي يؤمن أتباعها، وفقا لما ذكره ممثلو الادعاء، باندلاع حرب أهلية وشيكة.
ويقول الخبراء المتخصصون في دراسة الجماعات التي تحض على الكراهية إن أتباع “بوغالو” يمثلون في الأساس مجموعة متنوعة من المتطرفين اليمينيين. ويعتقد ممثلو الادعاء أن ثلاثة رجال ينتمون إلى ”الحركة“ تآمروا لتفجير عبوات ناسفة في لاس فيغاس أملا في إثارة أعمال شغب قبل احتجاج.
ومن المقرر أن يمثل المشتبه بهم الثلاثة أمام محكمة اتحادية يوم الاثنين.