Site icon IMLebanon

“التيار”: لسنا متمسكين بدياب لكننا لا نبحث عن البديل

غداة أعمال العنف والشغب التي أصابت في وسط العاصمة مقتلا، سارع الثنائي الشيعي إلى نشر عناصر “الانضباط” التابعين لحركة أمل وحزب الله في بعض مناطق نفوذهما. وفي وقت بدت هذه الخطوة اعترافا ضمنيا من الثنائي بأن له “يدا” في العنف الذي انزلق إليه الشارع على حين غرة، بدا أن هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر الأمنية  حملت رسالة سياسية شديدة اللهجة من جانب معسكر 8 آذار إلى المجتمع الدولي من جهة، وإلى رئيس الحكومة حسان دياب من جهة أخرى، ما فتح على الغارب باب التساؤلات عن مصير الفريق الوزاري الذي جهد دياب لتأليفه وتأكيد كونه مستقلا عن أطراف الداخل. على أن الأهم يكمن في أن الجميع على دراية بحقيقة قد يكون دياب أول وأهم المستفيدين منها: الوقت لا يلعب لمصلحة الحكومة في زمن المفاوضات مع صندوق النقد الذي لا يزال ينتظر الاصلاحات. لكن لا مصلحة لأحد في البحث عن بديل لدياب، أقله في الوقت الراهن، هذه الحقيقة، يدركها التيار الوطني الحر جيدا، لكنه يضع بعض النقاط على حروفها، في انتظار المرحلة المقبلة.

وفي السياق، أوضحت مصادر في تكتل لبنان القوي لـ “المركزية” “أننا لا نفتش الآن عن بديل من الرئيس دياب، لكن هذا لا يعني أننا متمسكون به. فالأولوية في هذا التوقيت اقتصادية بامتياز وهذا شغلنا الشاغل، بدليل أننا أيدنا الحكومة عندما اتخذت اجراءات عملية كما حصل في مواجهة وباء كورونا، أو في ما يخص التعيينات المالية والادارية الأخيرة.

وفي انتظار مزيد من الخطوات الحكومية التي تستحق الثناء والدعم، تظهر المعطيات ان الخطاب الذي وجهه الرئيس دياب إلى اللبنانيين مساء السبت لم يمر مرور الكرام في ميرنا الشالوحي، الحريصة على تأكيد تفهمها غضب الشارع اللاهب على اعتبار أنه يحمل مطالب رفع لواءها العونيون في مراحل سابقة. وفي هذا الاطار، أكدت مصادر لبنان القوي أن كلام دياب الأخير مهم جدا، لا بل خطير لجهة الكلام عن إحباط محاولة “انقلاب” على حكومته، منبهة إلى أن خطابا من هذا النوع يحتاج إلى ترجمة عملية لا نزال في انتظارها، مشيرة في المقابل إلى أن اطاحة الحكومة فيما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي مستمرة قد تكون ضربا من الجنون من شأنه أن يدفع بالبلاد إلى المجهول.

وكما دياب، ليس في المشهد ما يشي بـأن السلطة قد تقدم على إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من منصبه على رغم الكلام عن تأييد رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة خطوة من هذا القبيل. وفي هذا الاطار، كشفت المصادر أن إصرار رئيس المجلس النيابي نبيه بري على التمسك بسلامة، قد فرمل هذه الاندفاعة، لأن الحكومة تقف على الشوار ولا تتحمل ضربة من نوع انسحاب وزراء المردة وحركة أمل منها.